رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 36 - 1 - الإثنين 11/12/2023
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل السادس والثلاثون
1
تم النشر يوم الإثنين
11/12/2023
الفصل 36
للذئاب وجوه أخرى 5
بقلم نورا محمد علي
كان يجلس على ذلك المقعد المقابل لسلم البيت الداخلى ينتظرها، ان تستعد لتاتي معه كما كان الأتفاق بينهم من قبل، لكنها نزلت تتهادى في خطواتها، كانها ترقص على اوتار قلبه ترتدي ثوبا يليق بها، وبها فقط..
كانها حوريه خرجت من كتب الأساطير، بشرتها الخمرية مشبعة ببريق يحمل الدفء، شعرها يتراقص خلف ظهرها كشلال اسود، عينها تنظر له بابتسامة وهو ياكل تفاصيلها من منبت الشعر في راسها الى اخمص قدميها، باظافرها المطلية بلون الياقوت قاني يليق بذلك الذي على شفتيها، وذلك الثوب بدرات الازرق ذو الطيات المتعددة، التي تاخذ شكل الجسم، من الجزء العلوي يحتضن جسدها بنعومة وشوق، وكانه معجبا بما يحمل بين طياته، ينزل باتساع الى أسفل ركبتها بقليل..
وحذاءها المرتفع يرن على درجات السلم الرخامية وكأنه نغمة ممزوجة بالهفة وشوق، نهض من ذلك المقعد الذي كان يجلس عليه، وهو يعبس في هاتفه، ينظر لها بطريقة لا تليق إلا بهم، وبذلك العشق المتدفق في شرايينهم مع، ا همس بصوت محمل بالعشق تثور بين نبضاته المشاعر وهو يقول:
_بسم الله ما شاء الله، قلبي ساب جسمي وماشي على الارض بتعملي فيها ايه
ولا حاجة انا نازلة عادي انت لسه قاعد
رفع حاجب واحد وهو يحيط خصرها بذراعه يقربها منه وهو يسأل
_لا بجد على اساس انك جاية معايا
_أنا
_سوا مابلاش انت عارفة بتقلب على ايه في الأخر وأنا شايف إنك محتاجة تهدي و ترتاحي لاني عادي جدا أغير الميعاد الأختبار..
_ آه صحيح اكيد. اتاخرت!
_ على أساس أنك مش جاية معايا!
_ لا طبعا انا هقعد. مع مامي هنظبط عشا على كيفك، وناوية أعزم سهر وأدهم والبنات بالليل نسهر سوى ونفرفش سمكة شوية عشان ما تفكرش تمشي.
كانت تتكلم وهو يهز راسه، ويده تتحرك. على خصرها يبتسم ما أن يشعر بتدرج اللون على وجهها ، وما ان انتهت حتى قال:
_ فكرة حلوة طيب والإشراف على المتدربات الجد.
ادعت الدهشة وهي تقترب من اذنه لتهمس بكبرياء ممزوج بالثقة
_انا كنت فاكرة أن ردي وصلك الصبح أنا مليش بديل، وعارف مكاني كويس حتى اسأل قلبك وهو يقولك
_ من ناحية هيقولي هيقول قواله، انا وانت والليل واخره.
ضحكت بصوت مرتفع، وهي تتعلق في رقبته، تهمس أمام شفتيه
_ انت شايف كده..
_ هو في غير كده.
بعدها كان يتحرك يخرج إلى حيث سيارته، لينهي ذلك العمل المهم، الذي يجب ان يشرف عليه بنفسه، فهو من يحدد من سيبقى ومن سيرحل، قد يكون حلم البعض في الوصول لمركز ومكان حساس، كالعمل في المخابرات مرهونا برأيه هو، لهذا عليه ان يكون هادئا متأني.
أما في الداخل وجدت امها تجلس في غرفتها، اقتربت لتضمها وهي تقول:
_ قاعدة لوحدك ليه يا سمكة؟
_ لا يا حبيبتي ده انا كنت نايمة ولسه صاحية
_ نوم العافية يا حبيبتي تعالي نطلع بره، ونشوف هنعمل عشا ايه علشان سهر وداليدا ودانا وادهم والولاد جايين النهاردة
ابتسمت اسماء بسعادة لتجمع بناتها واولادهم حولها وسالت:
_ بجد
_ ايوه يا سمسمة بنحاول نغريكي عشان تفضلي معانا ومتسبناش.
_ الله يحفظك ويحظك يا سهام ما انا خلاص قلت اني هقعد معاكم
_ وماله يا ست الكل بس عشان ميبقاش ليك حجة سهر هتيجي تسهر معاكي النهاردة هي والبنات، وكمان هنكلم سمر وسما فيديوا ونشوف الدنيا ماشية ازاي
_ طب انت بتعملي ايه دلوقتي
_ انا بعمل عشا
_ طب هقوم اساعدك
_ لا انت هتقعدي مرتاحة وانا هعمل كل حاجة.
وقت كان كانت سهام تضع اللمسات الاخيرة على الأطعمة، التي تعدها بمساعدة من بعض الخادمات بينما امها تبتسم لها، وهي تقول:
_ما شاء الله يا سهام كل ده، ديواليمة
_ هو احنا بنتجمع كل يوم، الدنيا لاهي الناس يا ماما، وبعدين انت عارفه انا بحب داليدا ودانا قد ايه.
_ ايوه يا قلب امك عارفة، وعارفة ان داليدا قريبه أوي منك، بتعامليها زي ما تكون بنتك اللي ما خلفتهاش.
تركت ما في يدها وهي تشير إلى احد المساعدات في المطبخ، لتهتم ببقي الامر وتحركت مع امها إلى الخارج حيث حمام السباحة الموجود في الجهة الاخرى من المنزل حيث لا يذهب هناك أحد..
جلست معها على حمام السباحة، وهي تنظر أمامها لا تعرف ماذا تقول لامها؟ هل تخبرها بأن الرحيم يشعر بالتخبط؟ هناك ما يشغل عقله وفي نفس الوقت يريد الاستقرار، ولكنها تخشى ان تخوض داليدا تلك التجربة، لا تريدها ان تفشل، لا تريدها أن تعاني وتحارب من اجل ان تحظى بحب زوجها..
شعرت اسماء بما يعتمل بداخل قلب ابنتها، فوضعت يدها على كفها فانتفضت سهام، كأنها تستيقظ
_ سرحانة في إيه يا سهام؟ مالك يا قلب امك.
_ مفيش يا سمكة
_ يا بنتي كبرت على سمكة دي.
_ كبرتي فين ده انت زي القمر
_ قمر فين بقى يا سهام! يلا حسن الختام يا بنتي
_ ليه بتقولي كده؟ ليه عايزه تزعليني!
_ هي دي حاجة بايدينا يا قلب امك، وبعدين ده انا شفت احفادي وكبرو وأهم بقوا على وش جواز
_ أهم احفادك دول هم اللي تعبني
_ خايفة من إيه؟
_ مش عارفة يا ماما، رحيم لمحلي كده بحاجة وانت مش موافقة، هي تستحق حاجة افضل، تستحق انها تتحب بجد
_ طب ما الولد بيحبها
_ لسه محستش بده، انت عارفه انا بتكلم عن ايه؟
_ اخص عليك يا سهام انت فاكراني عجزت يا بنتي، ومش عارفة الدنيا ماشية ازاي! انا بتكلم على الرحيم وداليدا.
_اه يا ماما نفسي، نفسي تبقى معايا في نفس البيت، نفسي تبقى بنتي بجد، بس خايفة.
_ من ايه؟
_ مش عايزة يحصل مشاكل واخسر انا واختي بعض، مش عايزة اخسر داليدا عشان هي قريبة أوي مني، مش عايزة اعمل اي حاجة قبل ما اتأكد أن رحيم عايزها بروح وقلبه، قبل ما يكون مجرد قرار عقل.
_ اللي في الخير ربنا يقدمه، اهدي انت بس خدي نفسك كده، مالك زي ما تكوني الدنيا بتجري وانت بتجري وراها!
_ فين بقى يا ماما ده الواحد زمان كان بيعمل حاجات كتير أوي، كنت بشتغل واذاكر واسافر واروح الارض بطبق باليومين، دلوقتي مش عايزة اقول ليك السن، بس اكتفيت حسيت اني عملت كل حاجه
_ سن مين يا سهام ده انت لسه 40 سنة
_40 فين يا سمكة دا رحيم عنده 25 سنة، إنت بتصغريني أكثر من ست سنين ولا انت فاكرة اني مصدقة وانا بقول لاحمد ان اللي قدي لسه ماتجوزوش.
ضحكت أسماء وهي تقول:
_ اللي شكلك لسه ما اتجوزوش
_ ايوه انت اللي بترفعي الأنا عندي كده خليني محدش يعرف يكلمني.
ضحكت اسماء بصوت واهي، يبدو أن التعب اخذ منها ما أخذه، لكنها انتبهت إلى ان ابنتها لا زالت شاردة، فقالت:
_ بقولك ما رحتش مع جوزك ليه؟ خفتي ليشد على رحيم!
_ لا هم حرين مع بعض يشد يرخي اللي بيدخل بينهم خسران.
_ بس رحيم عايز حد يشد ودانه
أدم: أنت قلبتي عليه ولا إيه يا تيتا؟
التفتت إلى آدم الذي اقترب يجلس معهم
أسماء: يعني انت عاجبك إزاي بيتكلم مع باباك الصبح
_ هم كده على طول على فكرة، هو عارف ان ماما بتغير جدا، بس اللي انا مش عارفة ماما ازاي قاعدة ما رحتش مع بابا، ده الوحش طلع مقنع اوي يا سو هانم.
ضحكت سهام بصوت مرتفع وهي تقول:
_ انا يا مجرم بغير اوي
_ آه طبعا بتغير، بعدين الوحش يتغار عليه طول بعرض بشخصية وسامة ورجولة ومال وراجل حلم كده، ورحيم بيقول ان المتدربات الحداد بيموتو عليه وهو ولا هنا، ولا انت مش واخدة بالك يا فوزية..