-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 7 - 2 - الخميس 25/1/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل السابع

2

تم النشر الخميس

25/1/2024


ولجت مليكة بجوار جواد ابنها 

-عامل ايه يا صهيب

هز رأسه ورسم ابتسامة 

-كويس ياحبيبتي، مكنش المفروض تسافروا النهاردة، ليه ماسفرتوش

تحركت وجلست بجوار جواد أخيها تربت على كفيه

-حبيبي نطمن عليك وعلى جنى الأول 

رفع بصره إلى جواد..احتضنها جواد من أكتافها 

-ملوكة جنى كويسة، وصهيب كويس اهو، سافري حبيبتي ومتشغليش بالك بينا

نهضت غاضبة ونظرت إليهم بحزن

-يعني بتطردوني من حياتكم ياجواد، يعني مش كفاية طردتوا ولادي من ارتباط بناتكم وولادكم، جاين كمان مش عايزني اشاركم وجعكم وحزنكم 

ذُهل جواد من حديثها، فنهض متوقفا بإتجاهها وسحب كفيها للخارج عندما ذهب صهيب بنومه 


-ليه يامليكة بتقولي كدا، من امتى واحنا بنبعدك، انت شايفة حالة اخوكي ازاي، مش عايزين نتعبه 

انسابت عبراتها وتحدثت بصوت متحشرج من البكاء 

-ماهو انت مستخسر فيا اكون جنبكم ياجواد، معتبرني غريبة، دا حتى الغرب موجودين ومتكلمتش 

قطب جبينه متسائلا:

-غرب!! مين دول 

اقتربت تغرز عيناها بمقلتيه 

-ريان ياجواد، ريان اللي من يوم الحادثة وهو ملازمكم، إنما لما قولت هبعت لحازم رفضت، وكأن حازم دا مش من العيلة 

تنهيدة عميقة بأنفاس حارقة خرجت من جوفه 

-مليكة أنا مش متحمل الضغط دا كله، كفاية تعب اخوكي، ومشاكل عز وجاسر، وجنى اللي يوم عن يوم حالتها بتدهور وانت جاية بتكلميني في ريان وحازم 

زفرة محملة بالوجع وأشار على صدره 

-هنا نار بتحرق اعصابي، انا ربنا اعلم بحالتي ازاي قادر اقف على رجلي، ابني اللي من اسبوع معرفش عنه حاجة، بعد ماطردته، حتى معرفش لقي مراته ولا لا..وحالة عز اللي مش عارف اسيطر عليه، 

امسكها بعنف صارخ

-انا ببعد عز عن جاسر ياباشمهندسة عشان ميتهوروش ويؤذوا بعض، وصل بيا الحال افرق ولادي عن بعض

أشار إلى غرفة صهيب واستأنف غاضبا

-اللي جوا دا عنده شريان اتقفل خالص ومحتاج عملية في أقرب وقت، ردي عليا وقولي اساند مين ولا مين وانا بسند نفسي بالعافية عشان محدش ينهار، عشان منخسرش اكتر من كدا 

ارجع خصلاته بغضب كاد أن يقتلعها وصاح معنفا إياها

-العيلة بتوقع، وانت مش حاسة بحاجة، مشفتيش عز بيعامل روبي ازاي، مشفتيش اتهاماته لجاسر..اهدي يامليكة مش وقت جواد ولا ريان ولاحتى حازم 

قالها وتحرك سريعا 

❈-❈-❈



بعد فترة وصل جاسر متجها إلى غرفة جنى، قابلته غزل على باب الغرفة 

-حبيبي انت فين؟! ومراتك فين 

كانت عيناه على غرفتها ..فتحرك متجها إليها 

-هشوف جنى الأول ..أمسكت كفيه تهز رأسها رافضة

-نهى جوا، وبلاش ياجاسر، باباك قال ايه، ممكن تبعد حبيبي لما الدنيا تهدى 

سحب والدته وأشار بسبباته 

-ماما هدخل أشوف جنى، ياريت الكل يتقبل وجودي جنبها..وصل عز وبأعين يتطاير منها الشرر توقف أمامه يدفعه 

-الواد دا بيعمل إيه هنا..أتى للكمه امسك ذراعيه جاسر، ونظر لمقلتيه بتحدي 

-أنا عذرك بس هتسوق فيها هدوس عليك ومش هرحمك، اللي جوا دي مش اختك بس، ليا فيها أكتر منك

ثارت جيوش غضبه، فلكمه بقوة 

-بتقول ايه ياحيوان.. شهقت غزل وهي تضع كفيها على فمها، تحاول أن تفصل بينهما ولكن كان بداخل كل واحد نيران تلتهم الآخر 

استمع اليهم ريان الذي خرج من غرفة صهيب

زفر مختنقا، فالوضع أصبح مؤلمًا 

-فيه ايه منك له، مفيش احترام خالص، طيب راعو أننا في مستشفى..اتجه بأنظاره إلى جاسر وتحدث بفظاظة

-جاسر الحكاية مش ناقصة يابني، ووجودك دلوقتي مش مستحب، بلاش نشوف قلبة جواد عليك، فلو سمحت امشي من هنا فورا قبل ماباباك يجي 

ثم اتجه إلى عز 

-عارف انك مجروح على اختك، بس دا ابن عمها يعني دمها ولحمها، متنسقش ورا غضبك يابني، الغضب نار بتاكل كل اللي يقابلها، وفكر في تعب أبوك

مسد على كتفه وأشار إلي جاسر

-انتوا قبل ما تكونوا ولاد عم فأنتم اخوات، بلاش شيطانكم يخسركم بعض

-يلا ياجاسر، امشي لو سمحت 

-عمو ريان مش همشي غير لما أشوف جنى، هشوفها يعني هشوفها..كور عز قبضته يجز أسنانه 

-الواد دا عايز اموته، شوفت ياعمو ريان بتقولي اخوك 

فتح الباب ودلف مغلقا الباب خلفه..وكأنه لم يستمع إليهما ،أتى ليدلف خلفه امسكه ريان 

-عز خلاص بقى سيبه يشوف بنت عمه، هو معذور انت مش شايف حالته، مرتاح كدا وانت شايف جاسر كدا، دا متأثر اكتر منك، اتلم كدا عشان اليوم يعدي على خير 


❈-❈-❈

بالداخل كانت نهى تمسد على خصلاتها وتقرأ قرآن بجوارها، شعرت بدلوف أحدهما رفعت عيناها..وجدته متوقف على بعد بعض الخطوات 

أشارت بكفيها، تحرك بخطوات سلحفية وعيناه تغشاها الدموع تظلل غيمته وقلب متهمشا من الحزن والوجع ، ظل يخطو كطفل يتعلم المشي وهو يبحر بعيناه عليها، جلس بجوارها  ثم دنى يطبع قبلة على جبينها، وروحه تأن كوتر مقطوع ...دقق النظر بملامحها التي بهتت بالكامل، كور قبضته وشعر بالألم ينخر عظامه نخر عميقا..آهة بألف وجع من قلب متألم 

-دي جنى، استدار يطالعها برماديته المغشية بالدموع، 

لسة بتنام بالمهدئات

هزت رأسها 

-لسة عايشة على المهدئات..سكنت هنيهة وهي تطالعه بصمت ثم تسائلت :

-معرفتش حاجة على مراتك

طالعها بتردد هو اتخذ قرارا أن لا يعلم أحدًا في ذاك الوقت

نظر للبعيد وكأن هذا الشخص تحول لشخص آخر، وأصبح زاهدا في كل شيئا ورغم صمته وهدوئه، إلا أن عيناه متألمة مجروحة 

اتجه بأنظاره إلى جنى 

-سقطت البيبي وطلقتها ياطنط، بس محدش يعرف

شهقة خرجت من فمها، تهز رأسها رافضة حديثه

-ليه يابني كدا، أنا مش مصدقة يكون ليها يد في اللي حصل لجنى متظلمهاش ياحبيبي 

انسابت دموع الضعف والألم بآن واحد ولم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك فانهارت حصونهم وهتف مؤكدا

-مش عشان كدا بس مع إني متأكد ، انا تعبان ومش مرتاح، ودلوقتي برجع الوضع لمسيره الطبيعي ياطنط 

اتسرعت ياحبيبي كنت ادلها فرصة، مش كل اللي نظنه بيطلع صح..اتجه يجلس بجوار جنى وحاول تغيير الحديث

-ليه سايبة شعرها كدا، افرض الدكتور دخل، لبسيها حجابها لو سمحتي

ابتسمت وربتت على ظهره 

-غيران عليها ياحضرة الظابط ولا إيه

كانت نظراته تبحر عليها

-إنتِ مش شايفة إنها تستاهل الغيرة..اتجهت لأبنتها ثم تحدثت بمغذى

-ايوة طبعا لازم تغير هي دي مش اختك ولا إيه

❈-❈-❈

جملتها أشعلت حقول النيران بصدره حتى احتل الغضب ملامح وجهه فهتف مزمجرا

-لا مش اختي، ومش عايز اسمع نغمة اختي دي تاني لو سمحتي ياطنط نهى، عشان معملش جريمة، كفاية ابنك المتخلف 

لمعت عيناها مع ابتسامة زينت ثغرها ..ثم تنهدت متجهة بأنظارها إليه 

-وكان ليه من الأول ياجاسر، عمك حاول يفهمك بس..رفع كفيه 

-مع احترامي لحضرتك ياطنط ممكن منتكلمش في الموضوع دا 

هزت راسها رافضة حديثه

-دا أهم حاجة لازم نتكلم فيها ياجاسر، ومتنساش أن جنى مخطوبة دلوقتي

زفرة حارة خرجت من جوفه ثم تحدث 

-كانت مخطوبة ياطنط، دلوقتي هي مش مرتبطة، وزي ما بيقولوا كدا أنا أولى من الغريب

انفرجت شفتيها مذهولة لا تصدق ما تسمعه، هدأت ثم تحدثت بهدوء



-لا والله..قالتها مع رسم إبتسامة، ثم استأنفت حديثها قائلة 

-يعقوب لسة معرفش اللي حصل لجنى عشان هو مش موجود في القاهرة، تفتكر لو يعرف هيسبها 

-هيسبها مش بمزاجه اصلا

شهقة خفيضة خرجت من فمها، تهز رأسها 


-لا دا انت فعلا اتجننت زي ماعز بيقول 

-طيب ليه تجيبي سيرة المتخلف دلوقتي بس 

-بص ياحبيبي أنا عارفة إنك بتحب جنى كأخت ليك، وعمايلك وكلامك دا عشان مشيل نفسك الذنب، خليك زي ماانت ياجاسر، اخوها الحنين بلاش تقنع نفسك بحاجة مش موجودة 

لم يجد مايعبر به عن مايختلج صدره، لقد تعثرت الكلمات عند شفتيه وكأنه لا يعرف التعبير عن مشاعر دفنت بداخله حتى أصبحت كتلة نارية ستنفجر ..سكت هنيهة يسحب نفسا ثم زفره ببطئ قائلا

-مش هكدب عليكي وأقولك انا مبحملش نفسي المسؤلية، بس قبل دا كله جنى حد مهم جدا في حياتي، وقبل ما حضرتك تتكلمي كل اللي حصل بسبب جنى،

قطبت جبينها عابسة 

-جنى..ليه عملت ايه؟!

ارتسم الألم داخل مقلتيه محدقا بها وقبضة حادة تسحق قلبه عندما لاحت ذاكرته لذاك اليوم 

❈-❈-❈

فلاش

-جاسر..توقف مستديرا إليه 

-عارف الوقت مش مناسب 

بس  فيه موضوع عايز اكلمك فيه، عايز اخد قرار وخايف من ردة فعل عز 

طالعه منتظر حديثه 

-أنا بحب جنى وخايف الموضوع يتفهم غلط 

قشعريرة اختلجت كيانه، وتعلقت عيناه بجواد منتظر بقية حديثه والذي أشعر آنذاك بالوجع، وكأن أحدهم صفعه بآلة حديدية حتى فقد توازنه، فاستند على سيارته، وتسائل مهزوز الجسد مندفع النبض 

-جنى بنت عمو صهيب،،قالها مبتلع ريقه بصعوبة

أومأ جواد مبتسما

أيوة يابني متعرفش ولا أيه، أنا وجنى على علاقة مع بعض

الصفحة التالية