-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 18 - 10 - الأحد 24/3/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


الفصل الثامن عشر

10

تم النشر الأحد

24/3/2024

جذب رأسها يطبع قبلة على جبينها -عايزة انزل القاهرة، لازم اطمن على بابا، وعايزة اعرف جاسر بيفكر في ايه، وعامل ايه دلوقتي ، رفعت رأسها -أنا هقوله على مكانها بس لما يثبت أنه بيحبها فعلا..اومأ برأسه ثم 


خطى للداخل وهو يتحدث

-مش متفائل ياغنى، وربنا يستر وجواد الألفي ميقلبش عليا أنا في الآخر 


عند ياسين بعد إنتهاء حفل الزفاف، حاول مهاتفة جاسر إلا أن هاتفه مغلق

استقل سيارته وهي بجواره متجهًا لشقة جاسر بالرحاب ..كان يقود السيارة بصمت مميت، أنفاسه تحرق صدره، دقائق ووصل إلى وجهته..ترجل من السيارة متجها إلى البناية، توقف بعدما وجدها مازالت بالسيارة تبكي بصمت ..تراجع إليها يفتح باب السيارة بعنف قائلا

-ايه البرنسيسة مصدقة إنها عروسة ومستنية افتحلها الباب

جذبها بعنف، يجرها خلفه بخطواته الواسعة المهرولة، وهي تتحرك خلفه بأنفاسًا متسارعة، تبكي بصمت..فتح باب الشقة ودفعها بقوة حتى سقطت على الأرضية أمامه ..نزل بجسده يتكأ على ركبتيه ينظر لزمردتها قائلا

-هتقعدي هنا لحد مااشوفلك حل، اسمع نفسك هدفنك، إنتِ هنا زي اي أثاث في الشقة ..أزالت عبراتها بعنف وتوقفت تنظر إليه باشمئزاز

-براحة على نفسك، متصدقش انك جوزي حق وحقيقي، دي مسرحية يابابا، ولو ابويا واخويا باعوني مش معنى كدا إني ضعيفة، انا اعرف اخد حقي كويس اوي 


استشاط داخله من لسانها السليط..اقترب يضغط على كفيها 

-أنا لو مكانك اروح أدفن نفسي بالحيا، قليلة رباية وبجحة..دنى يهمس بجوار أذنها بهسيس 

-بس متخافيش انا هدفنك بالحيا، لان اللي ذيك خسارة في الحياة 


قالها واستدار للخارج وهو يحاول تنظيم أنفاسه المتسارعة..وصل إلى سيارته بخطوات متعثرة، كلما يتذكر ماصار اليوم..جلس بالسيارة لبعض الدقائق حتى استعاد تنفسه والسيطرة على غضبه، رفع هاتفه الذي أعلن الرنين

-أيوة ياأوس..

-ياسين تعالى على المستشفى، بابا اتحجز هناك 


❈-❈-❈


بعد شهرًا بالمشفى


فتح عيناه بإرهاق وألمًا بائن بملامحه مسدت على خصلاته التي ظهر به تلك الخصلات البيضاء مما أعطته هيبة ووقار فوق هيبته وتسائلت: 

-جوادي حبيبي حاسس بإيه دلوقتي

-عايز جاسر..قالها بتقطع ..انحنت تطبع قبلة على جبينه

-حمدالله على سلامتك ياقلب غزل ، قبلت كفيه تمسد عليه

-بلاش ترهق نفسك حبيبي دلوقتي، بعدين تتكلم معاه 

-ابعتي جاسر ياغزل ..احتضنت وجهه

-طب علشان خاطر غزل عندك بلاش توجع قلبي عليك 


اغمض عيناه فخرجت لتحاكي ابنها بعد إصراره


بمنزل جواد وخاصة بغرفته بالأعلى 

جلس على المقعد يضع رأسه بين راحتيه ، يتذكر كلماتها الأخيرة 

تراجع للخلف وهو مغمض العينين 

فتح عيناه عندما استمع إلى همسها بإذنه 

-جسور حبيبي ، ياله علشان متتأخرش على شغلك قوم ياكسلان 


دارت عيناه بالغرفة مع تعرقه الذي شعر به، نهض متجها للمرحاض بعدما شعر بالأختناق..صورتها بكل مكان، همسها بأذنه، توقف أمام المرآة ينظر لحالته ، شعر بنيران تحرق أوردته مما أفقده الثبات وقام بلكم المرآة فتناثرت بالأرجاء

هوى بمكان كيف فعلت به ذاك، من تلك الفتاه، أيعقل أنها التي عشقها بكل كيانه، أيعقل أنها تلك البريئة التي تربت داخل احضانه، تلك التي وشم بقلبه حبها 


ظل لدقائق وحرب شعواء كادت أن تقضي عليه، حتى خارت قواه، وصرخ كالمجنون يصفع رأسه بالجدار يهتف بألمًا يشطر قلبه

-ليه..ليه ياجنى تموتني بالشكل دا..قام بدفع كل ماقابله، حتى استمع أوس لصراخه، فهرول سريعا يبحث عنه، دفع باب المرحاض، وقف مصدومًا مما رآه من حالة الفوضى التي انتابت المكان 

رفع جاسر رأسه بعدما شعر بوجوده، فدلف لكابينة الاستحمام يستدير بجسده 

-اطلع برة عايز اخد شاور، ازاي تدخل عليا كدا اتجننت


اقترب منه اوس، ينظر لحالته الرثة ، فجذب رسغه

-ممكن نتكلم، فيه حد بياخد شاور بهدومه، تعالى عايز اتكلم معاك 

نفض كفيه وارتفعت أنفاسه 

-قولتلك برة، عايز اخد شاور


هز رأسه يلوح بيده

-تمام اهدى، هخرج ..قالها أوس وتحرك للخارج 


وصل جاسر بعد قليل إلى المشفى..طرق على غرفة والده ثم دلف للداخل..وجد والدته تساعده بالتسطح فوق فراشه..تحرك إليه كغصن مكسور يتمايل مع الريح..نظرات متألمة لوالده على ماتوصل إليه..اقترب منحنيا يطبع قبلة فوق جبينه 

-باشا مصر منور الدنيا دايمًا ياحبيبي..ربت على كفيه ثم اتجه ببصره لغزل: 

-غزل سبيني مع جاسر شوية ..جذبت المقعد وجلست تهز رأسها

-انسى ياجواد، مش هتحرك من مكاني حتى لو عملت ايه 

-غززززل ..قالها جواد بصوت متقطع حتى شحب لونه..نهضت تنحني بجسدها امامه 

-مش هتحرك من هنا ياجواد، وياريت ماتتعبش نفسك معايا، انا مش هسيبك ولا لحظة، ثم رفعت نظرها لابنها 

-ومتنساش أن دا ابني يعني من حقي اعرف عايز تقوله ايه 

أطبق على جفنيه متنهدا من عنادها ، أشار لجاسر بالجلوس ..ابتسم جاسر على والدته 

-لأ مسيطرة يازوزو ..رمقته بنظرة غاضبة

-اسكت يالا ابوك بيتحول بسرعة ..ابتسامة تجلت على ملامح جواد ..طالعها بنظراته العاشقة مبتسمًا ثم أردف :

-تعرفي يازوزو انا خايف من الموت علشان هيحرمني منك، دا بس اللي مخوفني مش أي حاجة تانية، معرفش ازاي ممكن جواد وغزل يفترقوا..رفع كفيه المغروز بالإبر ومسح على وجهه يستغفر ربه 


اما هي فكانت عيناها عليه، لحظة توقف بها الزمن مع جميع حواسها حتى عجز لسانها عن الحديث، وتحجرت عيناها بعبراتها..ارتجف جسدها عندما سحب كفيها 

-حبيبتي مالك ..طالعته بعينين هالكتين من الوجع الذي تسلل لجسدها 

-أكيد هتاخدني معاك ياجواد، مفيش حبيب بيسيب حبيبه يتعذب من بعده 

رفعت كفيها تلمس وجهه وهنا انسابت عبراتها

-إنت مش هتسبني لوحدي ياجواد مش كدا، اشتهت الموت بكل جوارحها بتلك اللحظة قائلة: 

-أنا عايشة وبتنفس علشان انت عايش وبتتتفس ياجواد، تفتكر غزالتك هتعرف يعني ايه الحياة من غير جوادها 

أشار بيديه ..فألقت نفسها بأحضانه هنا خارت قواها، لما لا ..هنا قلعتها الحصينة التي تحميها وتلقي همومها، هنا عشقها وحياتها، ..مسد على رأسها

-جواد مايعرفش حياة من غير غزالته 


ابتعد جاسر بنظراته بعدما فقد السيطرة على عبراته، حتى توقف متجها إلى النافذة ينظر للخارج وترك لعيناه العنان يتذكر مهلكة روحه، تمنى لو كان بينه وبينها جسرا لحطمه ليصل إليها ليعلمها كيف يكون العشق، ولكن كيف وهو الذي لا يعلم إلى اين تركته بعدما ذبحته بسكينا بارد 


استمع لصوت والده..استدار برأسه ورسم ابتسامة

-محبتش اكون عزول ياحضرة اللوا مع غزالتك..شايفك شوية وهتطردني ياابو الجود..خايف على صحتك ياحج


أشار بيديه

-تعالى يالا وبطل كلام ..واللي غيران مننا يعمل زينا مش كدا يازوزو 


استدار يضع كفيه بجيب بنطاله متجها إليه ..

-يعني عايزني اعمل زيك، ابتسامة ساخرة على ملامحه

-قولتلك زمان ياباشا، مفيش غير جواد الألفي واحد، وبرضو مفيش غزل جواد الألفي واحد، يمكن حاولت أقلدك، أو يمكن اتوهمت بقصة الحب الاسطوري، اويمكن فكرتها غير أي حد ..


أشار له بالجلوس وذراعه يحاوط غزل التي جلست بجواره على الفراش تضع رأسها بأحضانه

- مايمكن هي قالت زيك كدا، ايه اللي حصل بينك وبين مراتك وصلكوا لكدا ياجاسر، قبل ماتتكلم عايز أكدلك حاجة مهمة ياريت تاخد بالك منها في كل خطوة 

-جنى محبتش غيرك، واول واحد قلبها دقله انت ياحمار، ويوم ماتعمل كدا اعرف انك وصلتها للجنون يابن جواد، البنت فعلا حبتك اوي يالا ..ولو منها استخسر الحب دا فيك


تراجع بجسده للخلف وظلت نظراته الصامتة على والده ، أكملت غزل 

-اوعى الكلمتين اللي قولتهم لعمك ياحبيبي يأثروا عليك، مراتك مفيش احسن منها، واكيد انت مش مستني اقولك ايه عن تربية بنت عمك ..دي متربية جوا حضن ابوك ياعبيط، انا قولت لصهيب كدا علشان عارفة انك غلطان ياجاسر، لما البنت توصل لكدا اعرف انك عملت اللي يقهرها

الصفحة التالية