رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 23 - 5 - الجمعة 26/4/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثالث والعشرون
5
تم النشر الجمعة
26/4/2024
عند جاسر وجواد
توقف بالسيارة أمام منزل والده..نظر جواد امامه وتحدث
-جاسر!!
كنت تعرف إن فيروز مشلتش الرحم
جحظت عيناه ينظر لوالده بذهول
تقصد ايه حضرتك يابابا
استدار إليه بجسده
-امها لعبت لعبة حقيرة يوم حادثة جنى فعلشان يخرجوا منها امها خلت الدكتور ينزل الجنين، وقال إن الرحم لازم يتشال من النزيف
بملامح جامدة تنبت من الصدمة والذهول ، كان يستمع لوالده وكأن أشواك مسننة تخربش صدره بالكامل،
فاستدار يبتعد بنظره وصدره فوهة بركانية للانصهار قائلاً:
-لدرجة دي يابابا، يقتلوا نفس بريئة علشان يهربوا ..حمحم جواد قائلا:
-أنا مقصدتش دا ياحبيبي، أنا اقصد حاجة تانية، وبعدين مش عايزك تزعل انت ربنا عوضك، وبكرة مراتك تجبلك بدل العيل اتنين وتلاتة، اللي أقصده من كلامي لو حصل حاجة بينك وبين البت دي وانت مش فاكر ممكن بعد كام شهر تيجي تقولك أنا حامل، حتى لو مكنتش حامل وقتها هتعمل شوشرة، وحياتك هتتدد، غير المرة دي مستحيل صهيب يسامح، صدقني وقتها هيدوس عليا علشان بنته، فلازم تشوف هتعمل ايه، انا قولت لأيمن يحبسها في بيتها وممنوع تخرج حتى لو وصل بيا الحال اموتها، أصل اللي زيها ميستهلش الشفقة والرحمة
زفر بحدة ليخرج وجعه القابع بصدره قائلا:
-أنا اللي خايف منه أنها تكون مصورانا وتبعتها لجنى، وقتها مش هقدر اعمل حاجة، دا من مجرد كلمتين كل شوية تقولي طلقني، تخيل لو عرفت حاجة زي دي ممكن تعمل ايه
حياتي اتهدت انا حياتي كدا اتهدت..ظل يرددها وهو يضرب المقود بعنف حتى كاد أن يكسر معصمه
امسك والده كفه قائلاً
-اثبت وفوق لازم تفكر هتنهي الموضوع دا ازاي من غير خسارة، اولا فيروز مش هبلة علشان تجري تقول لجنى دلوقتي ، هي بتخطط لحاجة اكبر، انت استغل الموضوع دا علشان تخلص منها للأبد، أشار بسبباته محذرا إياه
-إياك تتمادى بغلط اكبر من غلط، انت ظابط كل خطوة تكون بحساب، راجل قانون من الاخر
زمان دفنت واحدة حية لما فكرت تقرب من امك، وبيجاد دفن عمتي وبنتها علشان غنى، ياترى يابن جواد انت هتعمل ايه علشان مراتك
أنهى حديثه بنظرة قاتمة تحمل من التحذير مايكفي لإفاقة ابنه
ترجل جواد من السيارة ثم استند على بابها
-قدامي أقل من ساعتين هسافر مع عز ومامتك، عمك حالته مش تمام ، مش عايز نهايته تبقى على ايدك ياجاسر، اللي عمل في عمك كدا، جنى ..مجرد ماجنى بعدت عنه شوفت حصله ايه، تخيل لو حصلها حاجة بسببك ممكن يعمل ايه..كلمة أخيرة
مهما جنى تقولك طلقها متسمعش كلامها، دي عاملة زي امك كلام في الهوا، اصلي عانيت قبلك يابن جواد، بس الفرق بينا كبير ..انا مكنتش بستحمل دموعها، لكن إنت ماشاء مكنة قهر برجلين ماشية على الأرض
اعتدل بوقفته يشير بيده
-ارجع على بيتك، مراتك اتصلت بمامتك مرتين هتموت عليك من الخوف، رغم انك حلوف معها، حاول متبينش حاجة لحد ما نعرف بنت هاشم بتخطط لأيه، مع اني عرفت خلاص أنها مش عايزة غير تخنقك حواليها وخلاص
❈-❈-❈
وصل بعد قليل لمنزله ينظر إليه بألمًا يفتت قلبه وجعًا، ترجل بهدوء، وبخطوات بطيئة كأنه يتعلم المشي حتى وصل إلى الداخل ..وجدها تخرج من المطبخ تجمع خصلاتها بقلمها الرصاص، وابتسامتها التي حُرم منها تزين شفتيها وهي تهتف:
-خلاص يابنتي، والله لأقول لياسين لما يرجع..ولكنها توقفت عن الحديث وتجمدت إبتسامتها، عندما وجدته يقف بتلك الحالة يستند على الجدار..وضعت كوبها فوق المائدة وهرولت إليه
-جاسر!!
طالعها بعيون الخذلان والألم ..وقفت أمامه تحتضن وجهه عندما وجدت دموعه المتحرجة داخل مقلتيه، ارتفعت دقاتها حتى كادت تخترق ضلوعها فتسائلت :
-حبيبي مالك ايه اللي عامل فيك كدا..
ابحر برماديته على ملامحها الندية، تمنى يزهق روحها داخل احضانه، يعشقها بجنون
أمسك كفيها الذي تحتضن به وجهه وأغمض عيناه متسائلا:
-بجد ياجنى أنا حبيبك ..
ابتلعت غصتها وتناست ماصار إليها
فهزت رأسها
ازاي لسة بتسأل ياجاسر،
-مبقتش واثق فيكي مش دا كلامك
آلمها حديثه وكأنه غرسها بخنجر بروحها
-سبيني ياجنى!!
-لا إنت فيك ايه ، ايه اللي حصل معاك
تحرك متخبطا
-مفيش حاجة!!..نظرت لعاليا الصامتة ثم اتجهت إليه سريعا
-جاسر!!
أغمض عيناه محاولا السيطرة على نفسه..اقتربت منه تبحث بعينها عن مايؤلمه، احتضنت ذراعه
-مش هتقول لجناك مالك ..
كعصفور بترت اجنحته، تحرك وهو يتحدث:
-تعبان بس وعايز ارتاح ..لحظات مرت عليها وهي تراقب تحركه ..وصلت إليها عاليا
-ايه مش هنروح المرسم
هزت رأسها رافضة
-لا ياعاليا، هروح اشوف جوزي ماله..آسفة مش هقدر اركز في حاجة وحالته كدا
ربتت عاليا على كتفها
-لا ياحبيبتي روحي ...تحركت سريعا متجهة للأعلى..
دفعت الباب ودلفت للداخل وجدته ينزع ثيابه متجها للمرحاض..توقف ينظر إليها بصمت حتى اقتربت منه
-إنت مخبي عليا إيه
هنا تحرك إليها بخطوات بطيئة وعيناه تعانقها وروحه تأن بألم ينخر بصدره، امسك كفيها يربت عليهم
جنى أنا محتاجك أوي
احتضنت كفيه التي يمسكها بها، وطبعت قبلة عليهما
وجنى جنبك هنا
جذبها بقوة يضع رأسه بعنقه وآه حارقة خرجت من ثنايا روحه هامسًا بأنفاسه الحارة
-"تعبان..تعبان اوي"ترقرقت عيناها واقتربت تلامس خاصته هامسة له
-سلامتك حبيبي من التعب..ابتسامة من ثنايا عشقه يعصرها بقوة لأحضانه حتى ذابت منصهرة تشدد من أحضانه تستمع لحديثه
"مش عايز غيرك..والله ماعايز غيرك ..أخرجها من حضنه..والتقط كرزيتها بعشقه الجان، يفصل جنان عشقه وسبح بعسلها يدنو من ثغرها
"خديني في حضنك، حبيبك تعبان
سحبت كفيه حتى وصلت للفراش تتمدد بجواره على الفراش ...وضع رأسه بأحضانها، وكأن هنا ملاذه وراحته أغمض عيناه يسحب عطرها الذي أصبح جرعته..خللت أناملها بين خصلاته
-احكيلي حبيبي ، قولي ايه اللي تعبك، واتأخرت ليه، مكنتش عند عمو باسم
ظل صامتا لدقائق ناعمة بينهما وهي تتلاعب بخصلاته
-مش عايز تحكيلي ياجسور،هانت عليك جنجونة حبيتك تخليها قلقانة عليك
رفع رأسه من أحضانها
-جنى إنتِ لسة زعلانة مني ..وضعت رأسها بجوار رأسه ثم رفعت كفيها على وجهه
-وأنا لسة مبأثرش فيك ياجاسر، بقيت عادية ومبقتش تحبني، مش انت اللي قولت كدا
دنى بأنفاسها الحارة
-كذاب ..فيه حد يصدق واحد كذاب، امسك كفيها يضع موضع قلبه ثم همس وهو يلامس ثغرها بخاصته
-طول ما دا بيدق اعرفي انك ساكنة الروح، وقت مايوقف عن النبض اعرفي أني ميت وانك ميتة
دنت تختبأ بأحضانه، ثم رفعت ذراعيه تحاوط خصره
-طيب ليه كل شوية توجع قلبي ياجاسر..داعب وجهها يمرر أنامله عليه بالكامل
-أنا مجنون بيكي ياجنى..زي ماانت مجنونة بيا ياروحي
لمعت عيناها بالسعادة مما جعلها تضع رأسها بعنقه هامسة له
"بحبك أوي يابن عمي"
مسد على خصلاتها مقتربا من ثغرها
"وأنتِ بقيتي ادمان لابن عمك يابنت عمي" قالها وهو يحتوي ثغرها ليذيقها من ترانيم عشقه
عند جواد بعد خروج جاسر
وصل إلى سيارة عز الذي يضع بها حقيبته..فتح الباب واستقلها
-وصلني عند باسم في عشر دقايق، تعرف يالا
توقف يحدجه بتساؤل
-فيه حاجة ولا إيه ؟!
انزل يعني ولا إيه !!
وصل بعد قليل فاتجه ببصره إليه
-خليك هنا خمس دقايق ورجعلك
ترجل من السيارة متجها اليه، ولج للداخل بعدما استقبلته الخادمة..كان باسم يجلس يتناول إفطاره بجوار زوجته وابنه
توقف أمامه يرمقه بغضب ووجع بآن واحد..نهض باسم من مكانه بعدما وجد ه بتلك الحالة
-جواد!!
اقترب منه جواد والحزن يجوب على ملامحه حتى حفر ثقوبا بداخله وعيناه تناظره بصمت
-جواد مالك بتبصلي كدا ليه؟!
صمت برهة يتأمل الحسرة والخذلان المرتسم فوق ملامح جواد..فأمسك كتفه يهزه
-جواد..دفعه جواد مبتعدا
-ولادي اعتبرتهم ولادك، كنت ببقى نايم مرتاح علشان عارف انهم عند بيت ابوهم زيك زي حازم وسيف وصهيب
ظل باسم يستمع إليه بعينين متوهجتين كالنيران ..فرفع كفيه أمام جواد
-جواد ايه لزوم الكلام دا
لكمة قوية بوجه باسم يدفعه بقوة حتى سقط على المقعد يمسكه من تلابيبه
-أنا ابني على اخر الزمن يزني بسببك ياباسم ..ابني يتغدر بيه في بيتك..في بيت اخويا يالا.
توقف باسم مذهولا ينظر إلى حياة التي تضم ابنها تحتضنه حتى لا يرى صراعهما، ثم استدار إلى جواد
-تقصد ايه ..انحنى جواد يحاوطه بذراعيه
-ابني اتحطله حاجة في اكله أو شربه هنا ياباسم، والست فيروز مستنياه برة، وفي الاخر ابني يصحى يلاقي نفسه عندها والباقي اكيد عارفه
انت بتقول ايه مش فاهم
صعق باسم حينما فهم مايؤل إليه جواد ، اتجه بنظره الى حياة التي طأطأت رأسها تهزها
-والله ياباسم ماعملت اكل..جت دخلت قعدت شوية بس ومشيت
تحرك جواد مغادرا
-يااسفي عليكوا ..يااسفي على الصداقة.
نهض من مكانه وكأن هناك صاعقة صفعته بقوة بصدره، فاقترب منها
-فيروز دخلت بيتي بعد اللي عملته
باسم هي كانت بتعيط
صاح على مربية ابنه
-خدي فارس الجنينة، ثم اقترب منها يمسكها من أكتافها يهزها بعنف
-كسرتي كلامي ياحياة، دخلتي فيروز بيتي..باسم اسمعني
-جت امتى؟!.
-باسم اسمعني؟!
أشار بسبباته
اخرصي مش عايز اسمع صوتك، ردي على السؤال بس
انسابت عبراتها وأجابته
-جت قبل ما جاسر يجي بساعة ومشيت قبله بربع ساعة
-هي اللي عملت الأكل
هزت رأسها بالنفي سريعا ..ابدا والله مقربتش من حاجة ومسبتهاش لوحدها ولا لحظة، مفيش غير وقت ما طلعت اغير هدومي بس
صاح باسم على الخادمة
-فيروز دخلت المطبخ امبارح
هزت الخادمة رأسها وقصت ماله
ثار باسم بغضب وكأنه تحول لشيطان يركل كل ما يقابله ..
اقتربت تمسك كتفه
-باسم اسمعني
-انتِ طالق ياحياة
توسعت عيناها تطالعه بذهول، ظل لفترة ونظرات خذلان بينهما حتى استدار متحركا للخارج