رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 35 - 3 - السبت 22/6/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الخامس والثلاثون
3
تم النشر السبت
22/6/2024
ساعدتها مليكة بالتسطح على فراشها
-ريحي ياعاليا شوية، بلاش ترهقي نفسك
-عايزة اروح ياطنط مليكة لو سمحتي مبحبش نوم المستشفيات
-حاضر يابنتي، جاسر يجي ونشوف الدكتورة هتقول ايه
بعد قليل وصل جاسر، توقف بالخارج خرجت مليكة إليه
-مرات اخوك عايزة تمشي، والصراحة القعدة هنا مالهاش لازمة واحنا صايمين..
نظر بساعته يشير للممرضة
-خلي الدكتورة تيجي تشوف عاليا، وتطمنا عليها..بحث بعينيه عن جنى فنظر لعمته
-جنى فين، شايف البنات بس برة تقى وسنا وهنا ، وليه كلكم جايين ياعمتو، روحي خليهم يروحوا مالهاش قعدتهم، وانا هشوف جنى فين
أشارت لداخل الغرفة:
-جوا مع عاليا، ونهى رجعت البيت علشان ابن عز مش مبطل عياط
اومأ متفهما ..وصلت الطبيبة التي دلفت للكشف على عاليا
بعد أكثر من ساعتين وخاصة بأذان المغرب كانت تتمدد بهدوء على فراشها بغرفتها ..دثرتها ياسمينا بغطاء خفيف
-حمدالله على سلامتك ياجميل، ومبروك البنوتة، ربنا يقر عيناكي برؤيتها
اومأت لها مبتسمة وأردفت:
-ياسمينا أوس رجع ولا لسة ..جلست تحمل طبقا من الشوربة
-جايين في الطريق، عمو جواد وعموسيف هما اللي هيباتوا مع ياسين والفجر جاسر وعز هيروحو له
-يعني هو كويس !!
-كويس ياستي ممكن نشرب الشوربة علشان اميرتنا الحلوة تيجي بالسلامة
هزت رأسها رافضة
-لا ماليش نفس، مش عايزة اكل ..دلفت مليكة ببعض الفواكه
-لا حبيبتي لازم تاكلي علشان البيبي، ولا عايزة طنطك غزل تيجي تقولي معرفتيش تحافظي على مرات ابني
-أنا والله ماليش نفس..المغرب إذن روحوا افطروا
وضعت أمامها الفواكه، تمسد على خصلاتها ثم اردفت متصنعة التهديد
-شوفي يابت انتي، لازم تاكلي دا كله علشان مقلبش عليكي
ابتسمت على حركات مليكة، فهزت رأسها وأجابتها:
-حاضر ياطنط مليكة
بالغرفة المقابلة
نزع ملابسه واتجه إلى المرحاض لدقائق معدودة وخرج يؤدي فرض ربه ، أما هي غفت بثيابها على الأريكة
أنهى صلاته، واتجه بأنظاره إليها ، نهض متحركا يحملها فتحت عيناها بإرهاق، ثم وضعت رأسها بعنقه
-عايزة انام، وصل بها للمرحاض، انزلها بهدوء، يلف ذراعه حول جسدها
-ياله حبيبي خدي شاور، وبعدين نامي،
بالأسفل وصل الجميع وجلسوا على مائدة الطعام، ولكن كيف يشعرون بمذاقه بعد الذي صار
هبط جاسر وهو يحاوط جسدها، جلس بمقابلة صهيب الذي ينظر لمقعد جواد بقلبًا منفطر
أشارت غزل على الطعام
-عايزة الأكل كله يتاكل، انا الحمد لله ابني عايش، وانتوا جنبي، ليه زعلانين، حاولت السيطرة على نفسها ، وابتعدت بأنظارها عن مقعد جواد وياسين الفارغين، ثم هدرت بالجميع:
-الحزن دا مشفوش طول ماجواد موجود على الدنيا، اه هما مش معانا النهاردة بس حسهم موجود في الدنيا
رمقت صهيب بنظرات فهمها ثم أشارت للباقي :
-سمو الله..كانت تغفو على كتفه، مسد على رأسها
-جنى نمتي، قومي افطري ..فتحت عيناها بإرهاق تهز رأسها رافضة الطعام
توقف عز يضع أمامها بعض الخضروات
-جنى فوقي وكلي ياقلبي، ياله، أنتِ حامل، ثم اتجه إلى ربى وبدأ يطعمها بيديه
-رُبى لازم تاكلي، ليه الحزن دا الحمد لله كلنا بخير، اتجه بنظره لجاسر
-أكل مراتك، مش عايزين دلع، بدل ماخليهم يشيلوا الأكل
همس إلى جنى:
-ياله ياجنى كلي علشان ماما مازعلش، قالها ثم ذهب بنظره لوالدته التي تتلاعب بطعامها ..ربت على كفيها
-ماما لازم تاكلي علشان تقدري توقفي
رسمت ابتسامة وردت قائلة:
-أنا باكل حبيبي ، شوف مراتك انت
جذب صهيب طعامها المفضل ووضعه أمامها
-فاكرة يازوزو لما كنا بنضايق جواد بنعمل ايه..افلتت ابتسامة متذكرة تلك الايام، ثم ذهبت ببصرها إلى مليكة التي ارتفعت ضحكاتها
-كانوا بيحطوا الشوربة في كوبيات العصير ويقعدوا يشربوا فيها ويعملوا صوت علشان يضايقوه
ارتفعت ضحكات صهيب وهو يشير على غزل:
-كانت مجرمة تقعد جنبه وتقوله عايزة شفاط مفتوح ياصهيب، وتمسك الكوباية وكأنها بتشرب عصير، لا وفاكرة لما حطيتي شطة في عصير الفراولة وياعيني عليك يا اخويا شربها علشان يثبتلها انها تافهة
افترت ابتسامة خلابة على وجهها على تلك الأيام الندية حتى انسابت عبراتها رغما عنها
-استحملني كتير قوي جواد ، لوح صهيب بيديه:
-لا مش كتير الصراحة ياغزل، دا يتعمله تمثال ...قاطعتهم مليكة
- لا جواد كان واخد حقه منك الصراحة ياغزل
هزت رأسها مبتسمة :
-أيوة فاكرة عقباته، كل شوية هعاقبك يابت ..ذهبت ببصرها لحازم الصامت
-ايه ياحازم ساكت ليه
أخرج الهواء دفعة واحدة من صدره ثم رفع عيناه إليها:
-أنا محضرتش الأيام دي، يعني مفيش حاجة اشاركم بيها، الحاجة الوحيدة اللي اقدر اشاركم بيها يوم موت جاسر، واللي بعده
نظرت لابنها سريعا ثم مسدت على رأسه وابتسامة مع شرودها هاتفة:
-جاسر موجود معانا هنا ياحازم، اه غاب شوية بس رجعلي تاني، دموعها أغرقت وجهها وهي تنظر لابنها
-تعرف انت واخد من خالك كتير قوي، مررت أناملها على وجهه كأنه تحفر معالمه
-بس مكنش زيك طايش كدا، كان عاقل قوي وحنين قوي قوي، وروحه كانت فيا، كنت شايفة الدنيا فيه هو، كان كل أهلي ، رغم وجود بابا بس هو كان ابويا وامي واخويا وكل مااملك على وش الدنيا ..زيك كدا بالظبط، وزعت انظارها على أوس وربى حتى توقفت على جاسر وتابعت
-هم اولادي زيك، وكل واحد له محبة في قلبي، بس انت غيرهم بشوف فيك جاسر الكبير وجاسر الصغير، بشوف فيك قوة جواد وطيبة جاسر وشقاوة غزل، جذبته لأحضانه وارتفع بكاؤها
-مجرد مابتغيب عني هما كمان بيغبوا، اتجهت لصهيب
-قولت لك وقتها جاسر مامتش، واهو جاسر قدامك ..نظرت لابنها الصامت
-عرفت ليه دلوقتي ابوك دلعك وكان سايبك بمزاجك، علشاني انا، علشان وعدني هيخلد اسم جاسر تاني ومهما تعمل فيه بيسامحك علشان خالك اللي بنشوفه فيك، ياريت تعرف انت لامك وأبوك ايه
حمحم جواد حازم، ليخرج الجميع من ذكرياتهم الحزينة:
-مش صعبان عليا في الليلة دي غير الشوربة اللي بردت ومشربتهاش
ضحك الجميع على كلماته، ابتلعت غزل غصتها تنادي على الخادمة
-سخني الشوربة، مط أوس شفتيه
-دا لو قعدت جنب ياسين هناك كان زماني فطرت احسن من فطاركم الكئيب..ابتسمت غزل تشير للطعام
-طيب كل يامفجوع...راقص حاجبه بشقاوة
-أكيد ياغزالة هاكل دا كله
لف جاسر ذراعه على جنى الشاردة، رفعت رأسها إليه :
-هو خالك جاسر مات ازاي
سقطت الملعقة من أيدي غزل، وذهبت ببصرها إلى صهيب سريعا
ابتسم صهيب وثم امسك الشوكة يضع قطعة من اللحم بفم ابنته واجبها:
-عمره انتهى يابنتي ..كانت نظراتها على جاسر الذي هرب ببصره منها بدأت تلوك قطعة اللحم بهدوء، ثم وضعت كفيها على يديه، ونظرت لوالدها:
-اللي اعرفه انه مات صغير، يعني ممكن يكون حادث، أو مهمة مثلا مش كدا
ألقى جواد حازم المحرمة، ورسم الجمود متحدثًا:
-والله الفطار دا مدعي عليه ، خلاص مش فاطر
-اقعد حبيبي..قالها صهيب ثم اتجه لجنى.
-يالة يابابا افطري..بدأ جاسر بإطعامها ونظراته على والدته، التي انسابت عبراتها على ذكرى الشهيد الحنين، أزالت عبراتها وحاولت السيطرة على حزنها فاستدارت
همسة ضعيفة لصهيب قالتها غزل
-صهيب هطلع ارتاح، وانتوا كملوا فطاركم أنا شبعت
لاحظ ارتجاف جسدها الطفيف، فتوقف متجهًا إليها
-روبي تعالي قيسي السكر والضغط لماما حبيبتي..نهض أوس سريعا متجهًا لوالدته التي تلوح بكفيها رافضة حديث صهيب:
-لا أنا كويسة، يمكن علشان مرهقة ، احتضنها أوس من أكتافها قائلاً :
-تعالي ياماما، هوصلك اوضتك..قالها وهو ينظر بمغذى لصهيب المتوقف عاجزا لا يعلم ماذا عليه فعله
❈-❈-❈
بينما جاسر الذي احتضن رأسه بين راحتيه..ربت حازم على كتفه:
-حبيبي والدتك كويسة، متنساش أنها أم، نصب عوده يشير إلى جنى
-جنى كملي أكلك، هطلع أشوف ماما توقفت تطالعه بحزن
-أنا آسفة مكنش قصدي ازعلها..
طبع قبلة على رأسها وخطى ولكنها أمسكت كفيه:
-جاسر ماأكلتش، استدار متحركًا وتحدث:
-شبعت..اقعدي كملي أكلك ، وزع نظراته على الجميع
-مالكم، اللي يشوفكم يقول عندنا عزا
اتجه الجميع بأنظارهم للطعام.
أنهى جواد طعامه مردفًا:
-أنا هروح على البيت ياماما عندي شوية شغل، قالها ونهض من مكانه ينادي على منى
-دادة منى فنجان قهوة من ايدك وابعتيه مع فارس، قالها وهو ينظر لفارس الذي اومأ برأسه
نهضت جنى من مكانها وهتفت
-جواد هعملك انا القهوة، عايزاك في موضوع مهم..رفعت مليكة نظرها لأبنها الذي هز رأسه موافقًا
-تسلم ايدك مقدمًا ياجنجون..ابتسمت بخفوت وتحركت للداخل، راقب تحركها صهيب ومليكة، التي توقفت هي الأخرى تطالع نهى الصامتة وتغمز لها، تحركت خلفها للداخل..
توقفت مليكة متسائلة:
-جنى عايزة ايه من جواد يانهى؟!
ضيقت نهى عيناها متسائلة:
-مش فاهمة قصدك يامليكة، ايه يعني لما تقول لجواد عايزاك في موضوع، انتي ناسية انها بنت خاله
هزت مليكة رأسها بعدم رضا
-جاسر لو شافهم مش هيقول كدا ياست نهى، ركزي شوية، انا هروح علشان مش عايزة مشاكل
بالحديقة جلس على الطاولة ينتظرها، دقائق ووصلت إليه بقهوته، وضعتها على الطاولة ثم جذبت المقعد وجلست:
-آسفة ياجواد، بس لازم اتكلم معاك في موضوع مهم
اومأ برأسه وجذب فنجان قهوته
-فين قهوتك، ايه نسيتي نفسك
ابتسمت له وأجابته:
-هشربها مع جاسر، المهم قولي عملت ايه مع جاسر، ولسة مُصر يعمل اللي هو عايزه
ارتشف من القهوة ثم رفع نظره إليها متسائلا:
-جنى إنتِ اتكلمتي معاه في حاجة
مسحت على وجهها تهز رأسها:
-مقدرتش، حاولت لكن مقدرتش، انت تايه عنه لو اتكلمت ممكن يعند، انا بس عايزة اعرف ايه اخر كلامكم
قطع حديثهما مليكة التي وصلت إليهم مبتسمة
-فكرتكوا جوا، كويس الجو هنا حلو
جلست بجوار ابنها تربت على كتفه
-كنت بتقول وراك شغل حبيبي، قاعد ليه كدا
-ماما بتكلم مع جنى، ممكن تسبينا لوحدنا :
اتجهت بنظرها إلى جنى :
-آسفة ياجنى، متزعليش مني ، لكن لو جاسر شافكوا كدا مش هيسكت
فركت كفيها تطالع جواد غير مستوعبة حديث مليكة ..هزت كتفها قائلة:
-ايه ياعمتو، ليه جاسر يزعل، جواد ابن عمتي، يعني من حقي اقعد اتكلم معاه، وبعدين جاسر مش ب التفاهة دي
لوت جانب فمها بحركة فكاهية ثم هتفت موبخة إياها:
-إنتِ يابت هتستهبلي، بتقولي على مين على جاسر، طب يارب يشوفك وأنتِ منكشحة بالكلام مع جواد، وشوفي وقتها ايه اللي هيعمله..قالتها وتوقفت تتمتم بحديث غير مفهوم
قطبت جبينها تشير إليها :
-عمتو مليكة مالها، وليه واخدة موقف من جاسر كدا