-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 35 - 4 - السبت 22/6/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الخامس والثلاثون

4

تم النشر السبت

22/6/2024 

❈-❈-❈

أخرج سجائره واشعلها يهز رأسه:

-سيبك منها هي خايفة على زعله، متنسيش اللي كان بينا، فالموضوع حساس 

نهضت من مكانها وتنهيدة عميقة من أعماق قلبها ثم أخبرته:

-جواد مكنش بينا مواضيع اصلا، يارب تقنع عمتو كدا ،اتكلمت كتير في الموضوع دا، استدارت تنظر لشرفة غرفتهما، وجدته واقفا بها يدخن، سيجاره وعيناه تحاوطها، فأردفت: 

-لازم امشي واي حاجة تعرفها ياريت تعرفني، وانا هحاول أبعده عن اللي بيفكر فيه 

اومأ لها بصمت، ونظر للأعلى وجده مازال واقفًا، ابتلع غصة متألمة: 

-وياترى حاسس بأيه دلوقتي ياجاسر، يارب ماتفهم الموضوع غلط 


صعدت إلى غرفة ياسين اولا وجدت عاليا مازالت نائمة، تحركت إليها قابلتها ربى 

-نايمة لسة واخدة العلاج ونامت بلاش نزعجها، تعالي معايا ..تحركت الفتاتان للداخل ..

-مامتك عاملة ايه ياربى!!

هبطت للأسفل وهي ترد عليها:

-اخدت مهدئ ونامت يا جنى، وانا كمان عايزة ارتاح قبل ماعز يروح لبابا 


عند جاسر 


جلس بالشرفة يتحدث مع أحدهم:

-إزاي الطريق مش عليه كاميرات.


نفث دخان غضبه مع أنفاس سجائره وبنبرة هادرة:

-اتصرف ياعمو، عايز اعرف ازاي ياسين انضرب بالنار، ومين دول، دول تبع المهربين، ولا ناس فعلا ضد الجيش 

دلفت للداخل وجدته مازال يتحدث بهاتفه، اتجهت للحمام وتحممت لبعض الدقائق ثم خرجت متجهة لغرفة ثيابها لتنتقي شيئا مناسبًا ، ذهبت ببصرها إليه وجدته مازال يتحدث بالهاتف، ويتجلى الغضب على وجهه


انتهت من ارتداء ثيابها وخطت إلى تختهما تجلس فوقه بعدما فشلت في الذهاب إليه بعد سماعها لصوته الغاضب 


جلست تجذب بعض الفواكه الموجودة وبدأت تتناولها بهدوء، تذكرت انهيار عاليا بعد معرفتها ماصار لياسين 

ألقت الفاكهة بالطبق، وصرخة مكتومة بداخلها تود إخراجها لتعم الدنيا صراخًا ليعلم الجميع بما تشعر به، خوفًا على مالك روحها، أطبقت على جفنيها

ظلت لدقائق تفكر كيف تصل لحلٍ يبعد زوجها عن الأذية دون الدخول معه في تفاصيل ، نهضت متجهة إليه، لفت بنظره اليها، فجذب ستارة الشرفة وأشار بيديه إليها ومازال يتحدث بهاتفه..جلست فوق ساقيه ووضعت رأسها بعنقه تستنشق رائحته بوله..أنهى اتصاله ثم حاوط جسدها يجمع خصلاتها على جنبًا

-كنتي بتعملي ايه تحت حبيبي..أغمضت جفونها وحاولت تغيير الحديث فهمست له :

-جاسر عاليا صعبانة عاليا قوي، مقدرش اكون في مكانها، رفعت رأسها إليه :

-ليه كدا، ليه اخترتو الوظايف الصعبة اللي كلها وجع وحزن 

احتوى وجهها بين راحتيه، ودنى من ثغرها يتذوق شهدها، فيكفي مامر به من أحداث اليوم، حاوطت عنقه تستمع بسُكر عشقه لتشعر بقمة السلام النفسي لقربها منه، يكفي شعورها بالأمان بحوزته


فصل قبلته، يمسد على خصلاتها ولف ذراعيه حول جسدها يضمها لأحضانه 

-أنا دخلت الشرطة علشان خاطر عيون حبيبي نسيتي ولا إيه !!

أشارت على نفسها: 

-دخلت الشرطة علشاني بجد قول والله 

رفع كفها وقبله :

-مستعد اعمل أي حاجة بس شاوري، لمست وجنتيه واقتربت تطبع قبلة عليها وتحدثت بنبرة أقرب للهمس

-عايزة افضل في حضنك العمر كله، تقدر تخليني في حضنك العمر كله


عصرها بأحضانه يدفث رأسه بخصلاتها:

لو أطول احطك جوا قلبي واقفل عليكي مش هتأخر، خلل أنامله بخصلاتها وتحدث بهدوء:

-عايزك تحبيني قوي قوي ياجنى، عايز حياتك تكون جاسر وبس 


أفلتت ضحكة ناعمة وغمزت بطرف عيناها:

-اه مبسوط انت بمجنونة جاسر، ويرجعوا يقولي عليا البت اتجننت 

تبسمت عيناه بمكر يمسد على خصلاتها:

-وايه يعني، مش احسن ماحبي يقل فهمت لعبته فغاصت على طريقته بدلال الانثى بداخلها

-والمقابل ياحبيبي ؟!

راقبها بجبين مقطب ليصل بما تفكر فيه، ضحكت بشقاوة على عبوثه، فاستندت على ركبتيها 

-ايه رأيك نلعب لعبة!!

أوقفها واتجه إلى مخدعهما، ثم 

تسطح على الفراش يشير بعينيه:

-نامي يابت، قال نلعب، فيا حيل لهزارك دا، تذكر شيئا فاعتدل ينظر لأحشائها متسائلا بلهفة:

-نسيت أسألك الدكتورة قالت لك إيه 

احتوت كفيه بحب، ووضعتها على بطنها تحركها ، ورسمت عيناها ردة فعله واقتربت برأسها تهمس بجوار أذنيه:

-قالت لي هتجيبي بيبي حلو وشقي زي باباه، ودا نبتة حبكم حافظوا عليها..اردفت بها بنبرة شجية مما جعله يطبق على جفنيه، عندما شعر بقشعريرة لذيذة هزت كيانه، فجذبها متسطحًا، يضع رأسها على صدره..رفعت ذقنها على صدره تطالعه بصمت بسبب حزنه الظاهر على ملامحه، مررت كفيها على وجهه وحاولت إخراجه من حالته، حركت عيناها بمختلف الاتجاهات عندما وجدته اغلق عيناه ..دنت من أنفاسه تشتم عبيره الرجولي تهمس له 

-وحشتني على فكرة، وقرأت معلومة ان الست الحامل مينفعش جوزها يوحشها 

رغم معرفته أنها تحاول إخراجه من حالته، إلا أنها أشعلت نيران العشق بقلبه جذب رأسها لصدره:

-إنتِ كمان ياروحي وحشتيني قوي، قلقت عليكي لما ماما قالت لي أنك تعبانة

فقدت سيطرتها فاعتدلت جالسة وتجلى الحزن على وجهها ليرهب داخله ، فاعتدل بجلوسه، وبعينين مستفهمة 

-مالك ياجنى، تعبانة؟!

ارتفعت دقات قلبها تقرع كالطبول لا تعلم بماذا تخبره، اتخبره عما علمته، أم تنتظر حديثه وإخبارها، اتخذت قرارها وتحركت غريزة الانثى بداخلها، لتنهض تجلس بأحضانه 

-إنت قولت دخلت الشرطة علشاني صح ..طالعها بجبين مقطب وانتظر تكملة حديثها ..ملست على عنقه بأناملها وعيناها تعانق عينيه:

-طيب انا مبقتش عايزة الشرطة دي، الأول كنت صغيرة ومكنتش فاهمة لكن دلوقتي فهمت الوجع، مقدرش اتحمل يحصل لك حاجة ياجاسر


رفعت عيناها التي ومضت بترجي وتابعت حديثها:

-مقدرش اعيش من غيرك، اموت لو حصل لك حاجة، اقتربت وعيناها تتعمق بعيناه، واناملها تتحرك على وجهه 

-لو بتحبني بجد ابعد عن الشغل دا او انقل مكان حاجة غير المخدرات ،دول مجرمين 

رغم مرارة حديثها إلا أنه ابتسم ورفع كفيه يخلل خصلاتها 

-مش المفروض انك توقفي معايا وتشجعيني ، إنتِ عارفة ومتأكدة انا بتنفس عشقك، بحبك بجنون صح ..هزت رأسها وانتفاضة بقلبها من هدوئه بالحديث تنتظر ما سيقوله 

-ليه بتقولي كدا ، حبك حاجة وشغلي حاجة ياجنى، اوعي في يوم تخيرني بينهم، وقتها هزعل منك بجد ، حتى لو روحي فيكي ممكن ابعد، عارفة ليه 


ظهر خط من الدموع كطبقة كرستالية بعينيها ولمس وجنتيها ، وزفرة مكتومة بالنيران داخله كالحمم البركانية عندما وجد دموعها تنساب بصمت، كوت روحه قبل صدره ورغم ماشعر به أردف بنبرة جعلها متزنة بين الحدة والحنية:


- مقدرش ياجنى اتخلى عن شغلي اللي بقى فريضة عليا اكتر من مجرد وظيفة 


كأن حديثه كانت كالوقود الذي أشعل تم صدرها بالخوف عليه، فتراجعت بجسدها تستند على تختهما

انحنى بجسده وتحدث بصوت أقرب الهمس:

-عايز حبيبتي تقويني مش تضعفني، عايزك مصدر قوة مش ضعف، محتاجك قوي ياجنى


تآذر الوجع بداخلها حتى جعلها غير قادرة على التنفس، رمقته ومازالت رأسها على الفراش 

-اقويك وانت بتضعفني ياجاسر، هعيش برعب وخوف عليك، انا شوفت رسايلك ياجاسر، انت ضحيت بحبنا علشان خوفت عليا ، طيب انا أضحي بأيه علشان انت تفضل في حضني 

لمس كرزيتها وهمس لها:

-مش عايز غير أن قلبك يفضل يدق لجاسر بس، حاوط بطنها وأكمل:

-وتحافظي على ابننا لانه دا ثمرة الوجع والألم والعشق اللي جمعناه طول السنين 


تنهيدة عميقة غادرت ضلوعها لتقول بنبرة متحشرجة خوفًا ما سيحدث

-جاسر أنا خايفة عليك، وضعت كفيها فوق كفيه على احشائها علها تستعطفه 

-مش خايف على ابنك اللي عايزني احافظ عليه


نكس رأسه اسفًا، هو يعلم أنه لا يقو على وعدها بحياته، حاوطها بذراعيها يعصرها بأحضانه، وتحدث بنبرة متألمة من روحه المعذبة بالابتعاد عنها

-حبيبي عايزك ترضي بكل اللي ربنا كاتبه، مفيش حد بيهرب من قدره، افتكري خالو جاسر وبابا ..الاتنين كانوا مع بعض، بس أجلهم مختلف، رغم ابويا كان المقصود لكن شوفي قدرهم 


تمسحت بصدره كقطة أليفة، وجاهدت بإخفاء اعتصار اضلعها من الخوف من افتقاده، لفت ذراعيها حول جسده وتحدثت بصوتٍ خافت اقرب للهمس

-مقدرش اعيش من غيرك ياجاسر، انا ممكن اموت لو حصل لك حاجة ، النهاردة قلبي وجعني على عاليا، رغم اتوجعت على ياسين بس عاليا مقدرتش احط نفسي مكانها ابد


رفعت رأسها وطالعته بعجز قلبها المتيم به :

-عارفة كله قدر ومكتوب، لكن أنا قلبي ضعيف قوي حبيبي ، عندك مبقدرش حتى اتنفس لما بتبعد، منكرش عذابي ببعدك، لكن ارحم لي من خسارتك، وزي ماقولت لك قبل كدا ..مستعدة اتعذب ببعدك ولا إني اخسرك 

كان مشدوهًا لما يسمعه، ملجم اللسان عاجز عن الرد 

تمدد يجذبها هاربًا من حديثها 

-مقولتيش كنتي بتعملي ايه مع جواد


سحبت نفسًا وحاولت السيطرة على ارتعاشة دواخلها

-كنت عاملة له قهوة، وقعدنا نتكلم شوية، رسمت ابتسم وتصنعت الدهشة، لتعلم ردة فعله


-تخيل طنط مليكة بتقولي، متقعديش مع جواد، مش ناقصة غضب جاسر


كان يجاهد الكثير والكثير على ألا يحزن قلبها فصدره يحترق متأججًا بنيران الغيرة، تلاعب بخصلاتها وفقد سيطرته عندما لاحت صورتها بأحضان جواد من قبل، فجذبها بعنف لتهوى فوقه:

-وانتِ مش عارفة انا بضايق من كدا ، يعني عمتو فهمتني قبلك ياجنى


تمسحت بصدره تسحب غضبه وتفكر خروجها من هذا المأزق، ظلت تتمسح به ثم اردفت بصوتًا خافت:

-بعشق ريحتك دي ربنا مايحرمني منها

ضغط على خصرها عندما علم بمرواغتها، رفعت رأسها وغرز عيناها برماديته:

-لأ معرفش ياجاسر، لانك واثق بحبي وعارف مهما يحصل انت في قلبي حتى لو قعدت مع مليون زي جواد ، دنت منه واحتضنته بعينها تشير لقلبها

-دا بيحبك انت، بيعشق جاسر وبس، ووعد قدام ربي عمري ماقلبي ينشغل بغيرك

-حتى لو مُت ياجني؟!

نزلت برأسها لصدره مرة أخرى وكأنه سيفارقها:

-رجعت توجعني يابن عمي، رجعت تخيرني، اعرف موتي هيكون على ايدك 

لم تتحرك عضلة من وجهه، واستمر بنفس وضعه:

-ماجاوبتيش ياجنى، عارف سألتك قبل كدا لازم كل يوم اسمعها منك 

ابتلعت ريقها بصعوبة، واستدارت تواليه ظهرها دون حديث

الصفحة التالية