-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 35 - 5 - السبت 22/6/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الخامس والثلاثون

5

تم النشر السبت

22/6/2024 

تنهدت تحاول ألا تثور بوجهه، تقنع نفسها بواجبه الوظيفي، رغم انشقاق صدرها من الخوف عليها..استمعت لهمسه:


-تعبان وعايز انام، ممكن تاخديني في حضنك شوية، ساعتين وارجع المستشفى ...استدارت سريعًا و


فردت ذراعه وتوسدته ترسم ابتسامة على وجهها، ثم رفعت كفيها تمرر أناملها على وجهه دون حديث، أغمض عيناه مستمع بلمساتها الناعمة، محاولا السيطرة على حزن قلبه حتى لايضعفها، هناك مايجب علينا إخفائه ؛ لنرى سعادة اقرب الناس لدينا


دنت تطبع قبلة على جبينه تهمس له:

-تأكد حرمت على قلبي النبض غير لجاسري، حبيبي وعشقي وفرحة عمري ، اللي تحب حبي مستحيل تشوف راجل بعد حبيبها 

أغمض عيناه منتشيا لحديثها ورغم بساطته إلا أنه اسعد روحه وكأنه امتلك العالم كله ..ظلت تمسد على خصلاته:


-نومًا هنيئًا حبيب جنى، ابتسم بنومه يهمس لها "بحبك"

كأن كلمته كانت بلسمًا لتهدئ روحها المتألمة، ظلت تخلل أناملها بخصلاته حتى ذهب بنومه، ثم نهضت من مكانها بعدما طبعت قبلة ناعمة على خاصته، تتمتم 

-احب غيرك ياجاسر، مجنون يابن عمي، دا انت كل دنيتي ..ظلت بجواره لبعض الوقت ثم تحركت للخارج 


❈-❈-❈



دلفت إلى غرفة عاليا وجدتها مازالت غافية، استدارت للخروج ولكنها استمعت إلى صوتها

-"جنى"خطت إليها متراجعة وابتسامة تشق ثغرها:


-عاملة ايه دلوقتي يالولو، واخبار حبيبة خالتو ايه..حاولت الاعتدال ولكنها لم تقو، ساعدتها جنى بالجلوس ثم وضعت وسادة خلف ظهرها 

تشبثت بكفيها

-جنى ياسين عامل ايه!!

جلست بجوارها مبتسمة

-والله ياسين كويس، يعني هيكون تعبان وطنط غزل والعيلة كلها هنا، ارتاحي بس وفكري في البيبي، توقفت متسائلة:

-صح ماقولتيش ناوية تسميها ايه 

أغمضت عيناها تهز رأسها :

-معرفش مفكرتش، ياسين يفوق وبعد كدا نشوف

انحنت برأسها تغمز لها 

-ماأحنا بنحب الواد اهو، اومال ليه تقلانة وعاملة هركليز الشاشة !!

فتحت عيناها مرتبكة تهرب من نظراتها الاختراقية، رفعت جنى ذقنها تشير بعينيها 

-مش عيب ولا حرام لما تحبي جوزك ياعاليا، صدقيني ياسين شخص جميل ويستاهل الحب دا، بلاش تدفني نفسك بماضي أليم، افتحي له قلبك حبيبتي 

رفعت كفيها تمسد على خصلاتها 

-اجمل حاجة في الدنيا الحب، وياااه لما تكوني في حضن اللي يحبك دي لوحدها احساس مابيتوصف، لمعت عيناها بخط من الدموع وابتلعت ريقها بصعوبة بسبب غصتها المتألمة، بعدما تذكرت حديثهما منذ قليل ، رفعت نظرها واردفت:


-تسمعي لدقات قلبه ليكي وحدك كفيل انك تحاربي علشان اللحظة دي 


تنهدت مكتملة:

-وعلى قد ماهو شعور حلو، لكن موجع قوي لما مابتحصلي عليه، أو انك ترضي بنصيبك وأنتِ شايفة حبيب عمرك ملك لغيرك، دا بقى اصعب احساس صدقيني ياعاليا وقتها بتدعي على نفسك إن ربنا ياخدك من الدنيا بدل وجع القلب دا، اصلك مجربتهوش، ويارب ماتجربيه، دمعة غادرة انسابت على وجنتيها وتابعت حديثها 

-تبقي قاعدة مع نفسك ويجي في خيالك صورة له، وتتخيله مع غيرك 

هزت رأسها واغمضت عيناها مع انسياب دموعها بكثرة حتى حاولت تهدئة نبضات قلبها الهادرة التي تشق صدرها من حزنها الكامن 

ربتت عاليا على كفيها 

-ربنا مايحرمك منه يارب حبيبتي 


فركت عاليا كفيها وطأطات رأسها خجلة، وتسائلت بصوتٍ خفيض:

-جنى حسيتي بأيه اول ماجاسر قرب منك، قصدي يعني رغم أنه كان متجوز وأنتِ كنتي بتحبيه، وشايفاه مع مراته، ازاي قدرتي تتأقلمي أنه كان مع غيرك وخلتيه يعني ..بترت حديثها ترفع عيناها إليها:

-آسفة انسي ولا كأني سألت


نظرت إليها بأعين تفيض ألمًا، وحاولت ضبط حزنها ..ابتسمت رغمًا عنها وابتعدت بنظرها:

-كل حاجة وعكسها ياعاليا، حسيت اني عايزة اقرب وابعد في نفس الوقت، عايزة احبه واكرهه، عايزة أضمه واوجعه، شعورك وقتها بيكون مشتت خايفة ومش قادرة تقولي لا، عاجزة عن بعده وفي نفس الوقت عايزاه يبعد

بس بعد ماتحسي أنه روحك بتضطري تنسي كل حاجة وتفتكري حاجة واحدة بس إن الراجل دا حياتك كلها ، 

اقتربت عاليا بجسدها، تزيل عبراتها بحنان، ثم اردفت:

-هو بيحبك قوي ياجنى، انا شوفت لهفته عليكي يوم ماكنتي بتسقطي، صدقيني دا واحد مجنون بيكي، وفرحت جدا برجعوكم لبعض حبيبتي ربنا مايحرمك منه


آآه اخرجتها من جوف آلامها تؤمن على دعوات عاليا هامسة تزيل عبراتها 

-يارب ياعاليا يارب، لاني مش هقدر جاسر كل حياتي ، توقفت بعدما مسحت وجهها بالكامل 

-كدا نكدتي عليا، بدل ما تقولي لي مبروك، كشفت والدكتورة أكدت الحمل الحمدلله وقالت كل حاجة كويسة


ابتسمت عاليا واردفت بمشاكسة :

-كويس نجيب عريس لعروستنا ..ابتسمت بمحبة تهز رأسها 

-ايوة إن شاءالله والبنت تكون أكبر من الولد مش كدا 

-يسلام خلاص اتأكدتي أنه ولد

هزت كتفها للأعلى واجابتها

-اي حاجة أنا راضية، بنت ولد ، المهم يكون عندي بيبي وخلاص


طالعتها بأعين مشوشة اختلط بدموع عيناها واردفت:

-تفتكري المرة دي هيكون كويس ولا هيبقى زي المرة اللي فاتت 

انكمشت ملامح عاليا بتساؤل

-قصدك ايه ؟!

أرتجفت عيناها فأغمضتها تضغط بقوة آلامتها ثم فتحتها تنظر إليها بعينًا هالكة من الخوف والألم:

-خايفة افقد البيبي ياعاليا، خايفة معرفش اجيب بيبي ، الدكتورة بتقولي القرابة بينكم سبب في التشوه والاجهاض..

تفتكري مش هيبقى عندي بيبي 

شهقة خافتة خرجت من جوف عاليا تهز رأسها رافضة حديثها:

-ايه اللي بتقوليها دا ياجنى، لا حبيبتي إن شاءالله ربنا يعوضك الأجمل يارب ويرضيك بحملك دا، وتجيبي واد حلو وعليه الطلة زي حضرة الظابط، قالتها عاليا بغمزة، واستأنفت 

-كلام الدكتورة مش مقياس، والدليل ربى وعز اهم، وبعدين تفائلي يابنتي 

امالت بجسدها تنظر بعمق لعيناها، علها تخرجها من حالتها:


-بس قوليلي يابت ياجنجون، بيقولوا اللي بتحب جوزها البيبي بيكون شبه، على كدا أنتِ ولادك كلهم هيكونوا شبه اسم الله عليه جسورة تبعك 

ناظرتها بعينًا ساحرة كغيمات المطر التي حجبت الضوء من مجرد تخيلها لأولادها ثم تبسمت متمنيةوردت قائلة:

-اتمنى ذلك، صمتت واردفت تشاكسها

-زي الأميرة بنت حضرتك هتكون شبه حضرة الظابط برضو

قالتها وهي تقف متجهة إلى الشرفة

ذهبت عاليا بشرودها تتذكر طلته عند دخوله عليها 


بعد عدة ساعات بغرفة غزل، استيقظت متجهة للخارج، طرقت على باب غرفة أوس 

-حبيبي لو ياسمينا عندك ابعتها علشان نصلي القيام..قالتها وتحركت متجهة إلى غرفة عاليا، وجدت جنى تغفو على المقعد بجوارها، انحنت تطبع قبلة على رأسها ثم مسدت على خصلاتها 

-قومي حبيبتي اجهزي علشان طنط مليكة قالت هتيجي تصلي بينا القيام 

نهضت تتثائب واتجهت ببصرها إلى عاليا التي بدأت تستيقظ ، اقتربت منها 

-عاملة ايه حبيبتي دلوقتي 

اومأت لها :

-كويسة الحمد لله..مسدت على خصلاتها 

-الحمد لله..قالتها وتحركت للخارج 


بعد يومين وخاصة وقت الظهيرة 

فتح عيناه وجد جاسر يغفو على المقعد بجوار فراشه، ذهب ببصره إلى عز الذي تمدد على الأريكة التي توجد بالغرفة ..همس بصوت متألمًا :

-"جاسر" ..فتح عيناه وكأنه يحلم، نهض من مكانه بعدما وجده يضع كفيه على صدره متألمًا:

-بتعمل ايه استنى، جلس بمساعدة جاسر، استيقظ عز على صوتهم ، جذب الكانولا ونزعها من المحلول المعلق

-عايز امشي، بابا فين 

-ياسين اهدى، بابا مشي من شوية، متنساش أنه تعبان، وبقاله يومين منمش كويس، يادوب يسيبك ساعات ويرجع


نهض متوقفًا يستند على الجدار

-عايز امشي مبحبش المستشفيات ، قولت لبابا كدا ، قالي الصبح ..خطى بخطوات واهنة..توقف عز أمامه 

-طيب استنى الدكتور يشوفك، وبعد كدا نمشي، دلف الطبيب لفحصه، وجده متوقفًا، اقترب متسائلا:

-فيه ايه ياحضرة الظابط زهقت مننا

أشار إليه يستند بذراعه على أخيه

-أنا همشي مش عايز اقعد هنا لو سمحت يادكتور

ساعده جاسر بالجلوس قائلاً:

-شوفه يادكتور، لو كويس نمشي، انا عارفه مش هيهدى 


بعد فترة دلفت السيارة إلى حي الألفي، ترجل بهدوء، بمساعدة اخيه، ودلف للداخل، قابلته رُبى على باب منزل والدها..احتضنته 

-حمدالله على سلامتك ياحبيبي..أغمض عيناه متألمًا، ثم سحب نفسًا ثقيلًا:

-الله يسلمك ياروبي، حاوطه جاسر وتحرك يشير إلى عز 

-روح ارتاح ياعز، وبالليل نتقابل، اومأ له واستدار يركن سيارته بمكانها، تحركت ربى خلف أخيها 

-ماما وبابا لسة نايمين، لما عز كلمني قولت اجي اقولهم بس ملقتش غير جنى بس اللي صاحية عند عاليا 


توقف ينظر لربى بنظرات مستفهمة

ثم تسائل:

-مالها عاليا؟! تحمحم جاسر يتحرك بجواره:

-كانت تعبانة شوية، تعالى اطلعك ترتاح في اوضتك، بلاش نقلق حد 


اتجه للمصعد وابتسم مرددًا:

-وجه الوقت ياحضرة الظابط تركب الاساسنير، كنت بتتريق عليه وتقول دا للعواجيز 

ابتسم بخفوت وهو يستند على اخيه، نظر جاسر إلى رُبى 

-حبيبتي روحي ارتاحي، هو هينام دلوقتي ، وانا كمان هلكان ، ارتاحي وبعد كدا تعالي زهقيه 

ضمها ياسين بذراعه الآخر يقبل رأسها

-معرفش انا غالي كدا ياروبي، امبارح لما جاتلي كانت بتعيط، لفت ذراعيها حول جسده

-هزعل منك ياياسو، ايه متعرفش غلاوتك ولا ايه، ومراتك وقعت من طولها، شوفت غلاوتك ياياسو 

توقف المصعد بالطابق المخصص به

أشار جاسر بعينيه إلى ربى

-ادخلي عرفيهم أننا برة،..دلفت ربى إلى الداخل 

كانت جنى تجلس على سجادتها تقرأ وردها القرآني، رفعت عيناها عندما دلفت ربى 

-جنى جاسر وياسين برة، صدقت وقامت بإغلاق مصحفها متوقفة واتجهت إلى الخارج 

-حمدالله على السلامة ياياسين ..اومأ لها دون حديث، اتجهت ببصرها إلى جاسر

-عاليا نايمة، هساعده أنا وربى حبيبي 

هز رأسه وتراجع بخروج ربى تحتضن ذراعه من جهة وجنى من الجهة الأخرى ، توقف إلى أن دلفو للداخل 


تحرك إلى أن وصل للأريكة بعدما وجدها تغفو بنومها وأشار إليهما

-هنام هنا خلاص..ساعدته ربى بالتسطح بالهدوء حتى تمدد على الأريكة تمسد على رأسه:

-محتاج حاجة حبيبي ، اتجه ببصره إلى عاليا متسائلًا:

-مالها عاليا..جلست جنى بمقابلته على المقعد وتحدثت بمغذى

-الصراحة ياياسو، لولو متحملتش خبر ضربك بالنار، أغمى عليها ونزفت ياسيدي

-ايه!! قالها بلهفة يطالعها بخوف متسائلا:

-يعني فقدنا الجنين، هزت رأسها سريعا

-لا البيبي كويس حبيبي، هي بس عايزة راحة والحمد لله ومبروك ياسيدي جايلك أميرة...قالتها ربى مبتسمة


نهضت جنى قائلة ؛

-ألف سلامة عليك ياياسين، هشوف جاسر، قالتها وتحركت للخارج 


بعد فترة لم يشعر بكم الوقت وهو يطالعها بجسده المتوجع، تمنى لو يصل إليها ويضمها لأحضانه


فتحت عاليا عيناها تبحث عنه بعدما تسللت رائحته إلى رئتيها، ذهبت ببصرها إلى الأريكة، فتحت عيناها مرة وتغلقها مرة بعدما ظنت أنها تتوهم وجوده، ابتسم على حركاتها، هبت سريعًا متناسية آلامها وشهقاتها التي اخترقت جدار روحه وهي تهمس باسمه، حاول الاعتدال بصعوبة، إلى أن وصلت إليه وألقت نفسها بأحضانه تبكي

-إنت كويس، انا مبحلمش صح 

لف ذراعيه متألمًا على جسدها قائلاً بصوت أقرب للهمس:

-اشش انا كويس، وزي ماانتِ شايفة اهو

تراجعت متأسفة حينما وجدت تألمه على وجهه، جذب كفيها وأجلسها بأحضانه

-أنا كويس، ارتاحي وقولي لي ايه اللي سمعته دا، نزل ببصره إلى بطنها وتسائل

-البيبي كويس ..هربت من أنظاره بعدما شعرت بتسرعها ولهفتها عليه ..أدار وجهها إليه وهمس بإسمها

-"عاليا"..رفعت عيناها لتحتضن عيناه بنظرات اشتياق متألمة، مرر إبهامه على وجنتيها حينما انسابت عبراتها وشعر بنبضه يحترق المًا، بعدما ظن أنه سيهدأ ويستكين بقربها 

-اقدر أقول الدموع دي خوف عليا، لدرجة دي خوفتي عليا ليوصلك للحالة دي ..أردف بها بنبرة هادئه لتنهار دفاعاتها أمامه وتضع رأسها على كتفه السليم 

-متخوفنيش تاني لو سمحت..ابتسامة عاشقة ظهرت على وجهه يحتضنها بهدوء:

-حاضر..لكن لو حبيت اشوف الخوف دا عليا مرة تانية هتمنى يحصلي حاجة

-بعد الشر..رفع رأسه ونظر لعيناها القريبة

-تعرفي ظلمتك، فكرتك مش عايزة تشوفيني، وماصدقتي 

هزت رأسها رافضة حديثه:

-عمري مااتمنيت لك حاجة وحشة، رغم العدواة اللي بينا 

-عدواة!!..قالها مذهولا..ارتبكت تتراجع بجسدها 

-مش قصدي، يعني اللي كان بينا 

شبك أنامله بأصابعها الرقيقة:

-ايه اللي كان بينا ياعاليا، انا عن نفسي فرحان بيكي 


-"ياسين "..أغمض عيناه قائلًا:

-ياسين عايز يرتاح يابلقيس..قالها ليغفو ويستكين بعدما اطمئنت روحه بقربها


بعد عدة ساعات 


استيقظ من نومه يبحث عنها بعينيه، اعتدل متألمًا حتى نزل من فوق مخدعه، توقف للحظات يستجمع نفسه، يضع كفيه على صدره، خرجت من الحمام بلبسها الخاص ، توقفت أمام المرآة ونزعت منشفتها تهز رأسها لتتناثر خصلاتها المبللة بعشوائية توقف يطالعها بعيونًا هائمة تحرك بهدوء يقف خلفها مطبق الجفنين يستنشق رائحتها الممزوجة برائحة الياسمين ..رآته من خلال المرآة فاستدارت سريعًا متناسية ماترتديه:

-ياسين قومت ليه، اتجهت تحتضن ذراعه وتجذبه للأريكة

-تعالى ارتاح المفروض ماتتحركش ، رفع رأسه يبحر بسواده على ملامحها الندية، لم يفكر بشيئا، سوى وضع رأسه بحنايا عنقها، انحنت تعدل من وضعية جلوسه، خصلاتها المبللة ضربت وجهه، فأغمض عيناه، يلف ذراعيه حول خصرها يجذبها إليه حتى اختل توازنها تضع كفيها على صدره، ورغم تألمه من إصابته، إلا أنه اقترب يضع رأسه بصدرها، شعرت بهلام ساقيها فهمست بتقطع تبتعد بنظراتها عنه

-ياسين بتعمل ايه !!


-تعباااان..أردف بها بصوت خافت 

جلست بجواره تحتضن كفيه:

-انادي لطنط غزل، هي جت لك من شوية كنت نايم محبتش تقلق لك 

وضع رأسه على كتفها وتحدث:

-آسف ياعاليا، سامحيني !!

-اسامحك ليه؟!

تنهيدة عميقة يطالعها بعيونًا هائمة:

-لما فتحت عيني ومالقتكيش زعلت قوي ياعاليا، رفع رأسه ونظر لعيناها القريبة وأكمل 

-كنت مفكر الموضوع مش فارق معاكي، رفع أنامله يزيح خصلاتها من فوق عيناها وتابع مسترسل حديثه اقرب من الهمس ينظر لبحر عيناها:

-مكنتش اعرف انك تعبتي، آسف ياعاليا 

لم تحيد ببصرها عنه تستمع إليه بهدوء

أنهى حديثه فابتعدت ببصرها عنه

-ممكن تكون علاقتنا مش كويسة، لكن إنت جوزي قدام ربنا وقدام الناس 

-بس عاليا، افهم ايه 

اهتزت عيناها تهرب من محاصرته:

-ياسين عايزة ألبس حاجة، نسيت أننا في رمضان..اومأ لها يبتعد بنظره عنها 


مساء دلفت للغرفة تحمل طعامه، خطت للداخل تبحث عنه وجدته جالسًا بالشرفة مغمض العينين، اتجهت إليه 

-صحيت إمتى؟!

جبتلك شوية فواكه وزبادي، رفعت كوب العصير

-اشرب العصير دا الأول 

تناول منها الكوب، وجذب كفيها 

-عاليا تعالي جنبي، عايز اتكلم معاكي 

جلست بجواره، رمقها بنظرة صامتة وهي تبتعد بجسدها عنه، استدار يقترب منها، ثم جذب كفيها 

-قاعدة بعيد عني ليه 

-علشان متتعبش، وكمان علشان نفضل زي مااحنا 


-إشش، عاليا لو سمحتي انسي أي حاجة وافتكري حاجة واحدة أنا تعبان ومحتاجك اوي 

جلست أمامه تحتضن وجهه

-ياسين إنت موجوع..!!

تعمق بسحر عيناها وجذب رأسها، ليحتضن ثغرها، لم يشعر كم من الوقت مر بهما وهو يرتشف من شهد عسلها، ابتعد عنها بعدما شعر بإختناقها ..

صاعقها بقبلته، والصاعقة الأكبر عدم رفضها، بل انزعاجها ببعده عنها ..ورغم دقاتها العنيفة وشعورها الداخلي، هدرت به

-ينفع اللي عملته دا؟!

ارجع خصلاته للخلف وابتسامة خلابة زينت وجهه، بعدما لمح تورد وجنتيها، فكانت شهية يريد اقتطاف ذاك التفاح الذي ظهر بوجنتيها 

رفع ذقنها ملمسًا إياها

-عاليا عايز لازم ندي لنفسنا فرصة، مينفعش نفضل كدا 

-ولو فشلنا ياياسين 

تراجع بجسده يغمض عيناه ورد قائلاً:

-يبقى جربنا ياعاليا، نهضت من مكانها


بعد عدة أسابيع وخاصة قبل العيد بعدة ايامً

مساء تلك الليلة تجمع الجميع بحديقة منزل جواد، جلست الفتيات بمكانها الخاص، واتجه الشباب بعد انقضاء صلاة القيام إلى مكانهم المفضل..تحرك حازم يجلس بجوارهم 

-من زمان ماقعدناش القعدة دي ياشباب

وصل صهيب متسائلًا:

-فين جواد، رفع جواد حازم رأسه اتجاه وقوفه قائلًا:

-واقف مع جاسر هناك ..تحرك متجهًا إليهما 


❈-❈-❈


عند جواد وجاسر 

-اتكلمت مع عمك حازم ، قالي بعد العيد هيقعد مع أوس ويصمموا تصميم كويس واللي انتوا عايزينه اطلبوه، لكن خروج تاني من البيت لا 


-بس يابابا حضرتك وعدتني أشق طريقي بنفسي، ليه عايز تربطني بحي الألفي 

-علشان دا الصح ياجاسر!!

قالها صهيب الذي وصل للتو، خطى إلى وقوف جواد ينظر لتلك المساحة الشاسعة

-احنا خلاص قررنا وانتوا عليكم تقولوا آمين، شوف عمامك سيف وحازم، واقعدوا معاهم واللي انتوا عايزينه هما هيصمموه ويطلعوه احسن مايمكن ، لكن حد منكم يخرج برة دا مش مقبول ..اتجه بنظره الى جواد 

-خليهم يعملوا حساب فارس كمان، بالمرة هو مبقاش صغير، لحد لما يلاقي بنت الحلال 


وضع جواد كفيه بجيب بنطاله وابتعد بنظره قائلاً :

-عروسة فارس موجودة، واتمنى مايعترض عليها 

طالعه بجبين مقطب وتسائل:

-مين دي ياجواد...ذهب ببصره لجلوس تقى وهنا وسنا وأشار بعينيه 

-ابنك جالي من فترة وسألني لو ينفع بعد كدا يقولك، بس انا استنيت اشوف ايه اللي هيحصل بينها وبين جواد، كنت فاكر جواد ممكن 

قاطعه صهيب يهز رأسه:

-مينفعش، وسيف هيرفض، متنساش اللي حصل قبل كدا

هز جواد رأسه موافقًا رأيه 

-جواد رافض اصلا، بيقول خلاص 

حمحم جاسر قائلاً:

-اتمنى ماحدش يدخل في حياة جواد، سبوه براحته..تعمق جواد النظر بعينها

-إنت عارف حاجة 

هز رأسه بالنفي.؟!

-ابدًا!!، هنسافر الفيوم إمتى 

-بكرة إن شاءالله ، ظبط اجازتك، وكمان أكد على جواد مش مقبول نسافر من غيره 


مساء اليوم التالي

دلف الجميع بسيارتهم إلى ذاك المكان الذي جعلوه وحدة الترابط منذ زمنًا، ترجل جواد من سيارته ثم اتجه إلى زوجته

-هترتاحي ولا هنروح المقابر

رفعت نظرها إليه وهي مازالت جالسة بالسيارة

-مش هتضايق لو طلبت منك كدا..اغلق باب السيارة واتجه للجانب الآخر يستقلها متجهًا للمقابر 


أما صهيب الذي تحرك خلفه قائلا

-نهى غزل رايحة المقابر كالعادة، وحازم راح على هناك، تعالي احنا كمان نروح معاهم 

-اومأت له متفهمة ثم اردفت:

-على قد مابحب نيجي هنا، بس قلبي بيوجعني على حالة غزل قوي 

نظر من خارج النافذة وحاول السيطرة على أحزانه 


أما شباب العائلة الذين دلفوا يصفون سيارتهم بأمكانها، ترجل سيف ينظر لصف سيارات العاىلة وعانق أكتاف ميرنا:

-كان نفسي جواد يشوف المشهد دا..ابتسمت وهي ترى كل فرد متجها بزوجته ثم رفعت نظرها لزوجها

-عرفت ليه جواد كان مضايق من سفرنا احنا وحازم..تحرك للداخل قابلته المسؤولة عن الفيلا

-حمدالله على السلامة يابيه، اومال فين سيادة اللواء

دلف للداخل وهو يحبها:

-رواحو المقابر ياست نعيمة، غزل بتقولك جهزي الفطار ونزليه الجنينه هنفطر كلنا في الجنينة النهاردة

-حاضر من عنيا..اردفت بها الست الحنون واتجهت للداخل 

دلف عز يحمل ابنه يبحث عن الغرفة التي يقيم بها، توقف ينظر الى سيف

-البيت هياخدنا كلنا ياعمو


أشار له بالطابق العلوي 

-فوق اربع اوض ياحبيبي ، وكمان بيت حازم جنبنا، هم بيظبطوه ، لحد مانجدد المكان إن شاءالله ، اطلع فوق نوم ابنك وخلي روبي ترتاح ، والباقي 

تسائل بها عز 

-جاسر اوضة، وانت اوضة وياسين الأوضة اللي جنب جواد 

-وحضرتك ياعمو..أشار للغرفة التي بلأسفل 

-دي لصهيب، وأنا وجواد هنروح بيتهم، اطلعوا انتوا بس ارتاحو، المكان هيعجبكم، ماهو انتوا كنتوا بترفضوا تيجوا هنا، علشان كدا مهتمناش 


تحرك ياسين يجذب كف عاليا وصعد للأعلى، دلف إلى الغرفة التي تجاور عز 

توقفت عاليا تنظر إليها بوجس:

-الاوضة دي هنقعد فيها، دي مفيهاش غير سرير واحد، وكمان صغيرة 


هوى على المقعد 

-انزلي قولي لهم أننا مش متجوزين زي ما انتوا مفكرين وهم هياخدوا لك اوضة تانية


رمقته بصمت وحاولت التظاهر بالقوة

-دا الحقيقي، ومتفكرش غير في كدا 


توقف متجهًا لحقيبته، يسحب ثيابه

-أنا تعبان وقرفان، وماليش مزاج للنكد، ولو كنتي بتقولي كدا علشان منتحاسبش على اللي حصل عند والدك ، فأنا ساكت بكيفي، اقترب وهو يضع المنشفة حول عنقه وغرز عيناه بها:

-انا مش هفضل متحملك اكتر من كدا، عايزة توصلي لايه ردي عليا 


صعقت من حديثه الذي شق صدرها، فنظرت إليه 

-الموضوع مش زي ماانت متوقع، كنت بقول اي كلام وخلاص 

تحرك متجهًا المرحاض:

-حتى لو تقصدي، توقف يواليها ظهره 

-تأكدي مش انا الراجل اللي اسمع مراتي تعيب فيا واسامحها، افتكري انك دوستي على كرامة ياسين الألفي بكلامك مع بنت عمك، استدار برأسه 

-وزي ماقولتي لجنى احنا زي شواطئ البحر مستحيل نتجمع في مكان واحد 

وتكرمي بعد ولادتك هطلقك 

قالها وتحرك للداخل يصفع خلفه باب المرحاض ..توقف أمام المرآة وذهب بشروده لليلة أمس  التي ذهبوا لتناول الإفطار بها عند والدها 



الصفحة التالية