-->

رواية جديدة براديسيا (التميمة الملعونة) لبسمة بدران - الفصل 7 - 1 - الثلاثاء 11/6/2024

  

  قراءة رواية براديسيا (التميمة الملعونة)  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية براديسيا (التميمة الملعونة)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل السابع

1


تم النشر يوم الثلاثاء

11/6/2024




استيقظت الجارية صفية وهي عازمة على تنفيذ مهمتها اليوم 

فأشرقت ستكون بمفردها في جناح الأمير حكيم منذ الصباح الباكر 

هو سيغادر إلى أطراف المدينة لتتبع بعض الأحوال الاقتصادية للمملكة 

تحممت ومن ثم ارتدت ثوبا خاصا بالجواري ودلفت إلى الغرفة بعد أن خبأت زجاجة صغيرة بين ثيابها 


ثواني قليلة واصطدمت بأحدهم 

رفعت رأسها لتتعرف على هوية الشخص 

فأبصرت فتاة تمتلك جمالا ساحرا 

سألتها بانبهار: من أنت وماذا تفعلين هنا؟


ابتسمت لها نور بمحبة وإجابتها : أنا نور وصيفة الملكة آسيا 


أومأت لها متفهمة ومن ثم مدت يدها لتصافحها: وأنا صفية جارية هنا بالقصر 


بادلتها نور السلام مغمغمة ببشاشة: تشرفت بك يا صفية 


تركت يدها ومن ثم استأذنت منها عازمة على استكمال سيرها إلى  الناحية الجنوبية للقصر حيث يوجد جناح الأمير حكيم 


وما هي إلا دقائق حتى وقفت أمام باب الجناح 

اتسعت ابتسامتها عندما لم تجد الحارسين المتواجدين باستمرار هنا 

فاليوم هو اجتماعهم مع رأيس الحرس 

زفرت بقوة ومن ثم ترقت طرقتين خفيفتين فوق الباب وولجت 

أبصرتها تجلس فوق أحد المقاعد الموجودة في جناح الأمير حكيم 

 أشرقت ابتسمت لها باتساع عندما أبصرتها تدنو منها 

وهبت واقفة لترحب بها: صباح الخير يا صفية هيا تفضلي 


سألتها بلهفة: هل تناولت فطورك يا أشرقت؟


هزت رأسها نفيا 

فجلست بجوارها وهي تمسد فوق خصلاتها بخفة: إذا دعينا نفطر سويا 

سأذهب إلى المطبخ وأطلب من أحدهم أن يعد لنا فطورا  ما رأيك؟


أومأت لها بحماس 

فاتسعت ابتسامة صفية وهبت واقفة دالفة للخارج 

عازمة على إنهاء ما كلفت به اليوم كي تحصل على كل ما تريد 

ناهيك عن الأهمية التي ستحظى بها بعد زواج الأميرة رحيق من الأمير حكيم 

❈-❈-❈


تمطعط بذراعيها بكسل شديد 

فهي لم تنم جيدا بالأمس بسبب مشاغبات زوجها المستمرة 

رفعت جزعها عن الفـ راش قليلا وراحت تداعب ملامح وجهه بأصابعها الناعمة مما جعلته يتململ في نومه 


ثواني وراحت تقـ بل كل إنش في وجهه برقة شديدة كرفرفات الفراشة 


فتح عينيه وهو يرسم ابتسامة مشاكسة فوق محياه 

مد يده وداعب خصلاتها المتناثرة على جانبي وجهها برفق وهو يغمغم بصوته الأجش من أثر النعاس: صباحك حلو يا حلوة 


رباه كم تعشق تلك الكلمة التي يسمعها إياها يوميا 

صباحك حلو يا حلوة 

لم تشعر بنفسها إلا وهي تحـ تضنه بقوة 

ثواني ولف يديه حول خصـ رها يضمها إليه حتى باتت تعتليه مردفا بمرح: إذا سأبدأ فطوري بك اليوم يا ملكة براديسيا 


ضمت نفسها أكثر إليه وكأنها بتلك الطريقة تعطيه الإشارة ليبدأ ما رمى إليه منذ قليل 

❈-❈-❈



عودة إلى جناح الأمير حكيم 

انتهت من وضع الطعام فوق المنضدة 

وحرصت على أن يكون عصير البرتقال أول شيء تحتسيه أشرقت 

كادت أشرقت أن تمسك بكوب العصير لكنها أجفلت على صوت صفية الماكر: لا يا عزيزتي  اذهبي واغسلي يديك أولا فأنت بداخلك روح يجب أن تحافظي عليها جيدا وخاصة من التلوث 


رمقتها بامتنان حقيقي 

ومن ثم منحتها ابتسامة صافية وهرولت إلى المرحاض الخاص بالجناح عازمة على تنفيذ ما قالته لها صديقتها 


تابعتها بعينيها حتى ولجت إلى المرحاض 

ثم أخرجت تلك الزجاجة الصغيرة التي تحتوي على سائل شفاف

وضعت أكثر من نصفها في كوب البرتقال الخاص باشرقت ومن ثم وضعت القليل منه في كوبها 

ثواني ونهرت ذاتها بقوة 

فكيف ستتخلص من تلك المصيبة؟

فعندما ستتجرع ذلك الكوب ستشعر بالإعياء هي أيضا 

لذا عليها ان تتصرف 


قفزت في رأسها فكرة فانتظرت صديقتها حتى دلفت من المرحاض ومن ثم استأذنتها بان تقضي حاجتها 


فاومأت لها بالموافقة 

أغلقت باب المرحاض عليها من الداخل وأفرغت الكمية الصغيرة التي طبقت في حوض الاستحمام وفتحت صنبور المياه كي تخفي جريمتها 

غسلت الزجاجة جيدا ومن ثم وضعتها مع باقي زجاجات العطر التي يستخدمها الأمير حكيم ودلفت إلى الخارج وهي تشعر بلذة النصر 


دقائق قليلة وانتهت أشرقت من احتساء عصير البرتقال 

بينما صفية لم تشرب سوى القليل من كوبها 

فهي حريصة على أن تشعر بوعكة صحية خفيفة 

لكن أشرقت المسكينة ستموت في الحال فهي ارتشفت جرعة السم كاملة 


وبالفعل دقائق قصيرة وصرخت الجارية أشرقت بقوة 

جعلت صفية تشعر بالشفقة تجاهها 

صاحت بلوهاث شديد: أغيثيني يا صفية أن أحشائي تتمزق 


وضعت يدها على بطنها مستطردة: ابني يا صفية ابني سيموت  لا أرجوك ساعديني لا أريد لابني أن يموت قبل أن يرى النور 

أرجوك ساعديني

 

بقيت صفية متجمدة مكانها كتمثال صنع من الخزف تتابع أشرقت وهي تصارع الموت 

دقائق أخرى وصعدت روحها من جـ سدها 

شعرت صفية بالرعب الشديد لكنها قبل أن تفكر في اي شيء شعرت بالم شديد في معدتها 

صرخت بكل ما أوتيت من قوة حتى ولج أحد الحرس هادرا بفزع: ماذا بكما لماذا تصرخين يا صفية؟


اتسعت عيناه حتى كادتا أن تخرجا من محجرهما عندما رأى أشرقت تفترش الأرض وسائل أبيض يخرج من فمها 

ضرب وجهه بكلتا يديه ومن ثم هرول للخارج صائحا بكلمات غير مترابطة: سمو الأمير حكيم  جلالة الملك  أشرقت ماتت  ومات ولي العهد  أغيثونا  الجارية أشرقت ماتت 


الصفحة التالية