قصة قصيرة جديدة قضية ظلم لحنين جمال - الفصل 4 - الأربعاء 24/7/2024
قراءة قصة قضية ظلم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قصة قضية ظلم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة حنين جمال
الفصل الرابع
تم النشر يوم الأربعاء
24/7/2024
" کـ االمعتاد أجلس وحيدًا منطفئ الروح، أتبادل أطراف الحديث مع رفيقتي الوحدة التي بت أعشقها كالولهان المخبول؛ فهي تحول بيني وبين البشر والمسوخ، تعزلني عن عالمٍ مستبد يهيم بكل ما يُولِع روحي، ويطعن في جسدي السِّنان، آسفة لقول هذا، لكن الحياة لم تكن يومًا عادلة مع خافقي، لا زالت تهوي على نفسي الضعيفة بمواقف لا أقوى عليها، ومشاهد تلتهم روحي وتطفئها، هاشٌ لينٌ أنا، تدق مطرقة الخيبات فقراتي؛ فأتناثر صارخًا كحبيبات الرمل الضئيلة، تعبت روحي تحمل المواجع، ولم تعد قادرة على سماع أي حرف على لسان أي بشري، روحٌ راكدة في عز احتياجها؛ تواقةٌ لبضع شظايا من سَكِينة ".
«منزل محمد الشافعي».
بعد أسبوع عدي من خروج "ميلاء" من الحبس وإثبات براءتها.
كانت "ميلاء" في المطبخ بتحضر الأكل علشان تقدمه علي الصانية، سمعت مامتها في الصالة وهي بتقول:
_أيوا ياللي بتخبط جايين اهوو.
بعدها قالت بصوت عالي:
_يا "ميلاء" تعالي إفتحي الباب شوفي مين؟؟ بيخبط.
جات "ميلاء" من المطبخ وهي بتدبدب برجليها علي الأرض:
_يوه بقي ما قولنا جايين اهوو.
فتحت الباب ولما شافت اللي واقف وهي بلبسها البيتي، قفلت في وشه وهي بتحط إديها علي بوقها وقالت:
_يخرب بيتك هو دة وقت زيارات الله يحرقك يا بعيد روح.
جريت علي أوضتها وسابته واقف برا، رجع خبط علي الباب تاني، لكن اللي فتحت كانت "عزة" مامتها ولما شافته وشها إحمر:
_إي دة "بدر" إتفضل لو اعرف ان إنتَ كنت فتحت لك الباب علطول، أعذرني.
دخل "بدر" جوة وهو بيديها علبة كرتون مغلفه، فقال بنظرات أشبه بالزعل:
_هي أنسه "ميلاء" قفلت في وشي لي الباب.
حطت أمه أديها علي كتفه وقالت بعتذار:
_معلش يا إبني هابلة شافتك وهي بهدوم المطبخ جريت علي اوضتها تغير حقك عليا اعذرني.
_لأ لأ ولا يهمك حصل خير.
قالت بستغراب:
_اي العلبة دي!!.
رد بابتسامة قال:
_دي علية جاتو لذوم الزيارة.
قالت بحدة وهي بتحطها علي الترابيزة قدامها:
_أوعي تعمل الحركه دي تاني وتكلف نفسك، معلش بقي هتنتظر خمس دقايق كدة علي ما الحاج يخلص صلاة العشا.
في الوقت دي خرجت "ميلاء" وهي لابسة عباية سمرا وعليها طرحة سمرا، قال "بدر" بصوت هادي:
_طب لي السواد دة، ما هدوم المطبخ كانت حلوة، لأ بس باين كدة عليكِ إنك ست بيت شاطرة.
بصته بقرف وقالت:
_ظريف قوي، دمك سِـم.
نكزتها امها في جمبها وقالت بصوت واطي:
_بت عيب متقوليش كدة.
في اللحظة دي خرج "محمد" وهو بيقول بتفاجأ أنه شاف "بدر":
_أهلا أهلا "بدر" بيه اخبارك اي بقيت أحسن دلوقتي.
رد "بدر" بابتسامه وقال:
_الحمد لله كويس متقلقش.
قعد "محمد" جمب "بدر" وقال بستغراب:
_إي الزيارة المفاجأة دي.
عدل "بدر" الكارفتا بتاعته وقال:
_الصراحة يا عمي "محمد"، جدي "عثمان" باعتني لك مخصوص، هو كان جايلك بس تعب شوية، قالي أبلغك إننا عازمنكم عندنا أخر الأسبوع في القصر، ومش عاوزين ترفض لانه کـ إعتذار مننا علي اللي حصل لـِ"ميلاء" بنتك، وبيقولك إحنا أسفين جدًا.
هرش والد "ميلاء" في داقنه وقال:
_مش هينفع نجي والله إعتذرلنا عن كدة!! الصراحة مش بنحب ناكل عند حد.
قام "بدر" وهو بيهندم هدومه ومقرر إنه يمشي:
_لأ آسف مش هقدر أبلغه بكدة لأنك لازم لازم تقبل الدعوة.
شدهُ والد "ميلاء" وقال باسترجاع في كلامة:
_خلاص خلاص تعالي إنتَ أتقمست كدة لي؟؟ جايين، بس بشرط تقعد تتعشي معانا النهاردة، دي "ميلاء" بنتي عاملة ملوخية بالأرانب.
ضحك "بدر" وقال:
_خلاص موافق.
❈-❈-❈
«قصــر العثماني».
بعد أسبوع كانت "ميلاء" وباباها ومامتها وأخواتها التوأم موجدين في القصر بعد ما عزمهم "بدر"، كانوا كلهم قاعدين في اوضه الضيوف مع الجد "عثمان" وباقي العيلة فقالت "رانيا" بعتذار:
_أنا آسفه يا "ميلاء" علي الموقف المحرج اللي حطيتك فية، آسفه علي القضية اللي رفعتها عليكي بخصوص حادثة "بدر"، لكن والله كان غصب عني مكنتش حاسة باللي بعملة كل اللي شاغلي هو حياة ابني وأرجع له حقه.
إبتسمت "ميلاء" وقالت برقه:
_حصل خير يا طنط، اللي فات كأنه محصلش وانا نسيته خلاص.
فضل الكل يتكلم اما عن "ميلاء" و "شهاب"، كانو طول الوقت بيبصـوا لبعض!! وهو عمال يعمل لها قلوب، ويقولها بحبك من غير ما حد ياخد باله، إستأذنت "رانيا" وقامت علشان تشوف "بدر" إتأخر لي علي الضيوف.
❈-❈-❈
فتحت باب الاوضه بتاع "بدر" من غير ما تخبط، وأول ما دخلت لاقته خبي حاجه ورا ضهرة، كلمته بجمود وقالت:
_إي اللي ورا ضهرك دة ورني.
هز راسة برفض وقال:
_لأ لأ مفيش حاجه، أخرجي وانا جاي وراكي.
بصت له بحاجب مرفوع وعرفت أنه مخبي حاجه عليها، فقربت منه واخدت الورقه اللي كان مخبيها ورا ضهرة، واول ما شافت الصورة برقت:
_إنتَ لسة محتفظ بيها، أوعي يا "بدر" تكون حبيتها وهي بتحب واحد تاني.
قعد "بدر" علي السرير وقال بآسف:
_غصب عني حبيتها، حبيتها من غير ما اعرف هي مين ولا اسمها اي، ومكنتش عارف انها حبيبة "شهاب" إبن عمي "ناصر"، من ساعت ما لقيت الصورة دي واقعه علي السلم بتاع القصر لقتها وفضلت محتفظ بيها وانا بتفرج عليها كل يوم!! لحد ما وقعت في حبها.
قعدت جنبة أمه ومسكت إيدة:
_يا حبيبي يا ابني لي عملت في نفسك كدة، إفرض مش من نصيبك هتعمل اي وقتها، انساها يا "بدر".
باس "بدر" إيد والدته وقال!!:
_مش هقدر يا امي، ادعيلي بجد محتاج دعواتك.
حضنته أمه وقالت بحنان:
_يا رب يا "بدر" يا إبني لو من نصيبك ربنا يقربها منك، ولو مش من نصيبك ربنا يرزقك ببنت الحلال اللي تستاهلك وتصونك في غيابك.
إبتسم بـِ فرحه وهو خارج هو ووالدته برا الاوضه:
_يارب يا أمي، يلا بينا علشان مينفعش الضيوف تستني اكتر من كدة.
❈-❈-❈
إتجمعوا كلهم في أوضة السفرة، وطول الوقت "شهاب" مش مبطل مناكشه لـِ"ميلاء" في السر!! وبعد ما اتعشوا كلهم قعدوا تاني في أوضة الضيوف، فقعدت "لارا" جنب "ميلاء" وقالت:
_ممكن تجي معايا الأوضة بتاعتي.
قالت "ميلاء" بستغراب:
_ليي في حاجه.
فردت "لارا" بسعادة:
_أيوا عاوزاكي تختاري معايا فستان حلوة علشان راحه عيد ميلاد واحدة صحبتي بكرا.
إستأذنت "ميلاء" من الكل وطلعت معاها لفوق، وهي في الأوضة فضلت "لارا" تلبس كتيرر لكن "ميلاء" إحتارت معاها في اللبس لان كل فساتنها جميلة، فقالت "ميلاء" بإنهاك:
_تعبت بجد والصراحة توهت في فساتينك ومش عارفه اقولك البسي إي ؟؟.
نفخت "لارا" وقالت:
_علشان كدة نادتلك تجي تختاري معايا فستان، لاني انا كمان تايهه ومش عارفه أعمل إي؟؟، كل السبب في كدة هو "بدر" علطول بيجيب ليا هدوم، ودلوقتي إحنا الاتنين محتارين نعمل اي!!.
خبط الباب فقامت "لارا" تفتح لاقته "بدر"، قالت بستغراب:
_في حاجه ؟؟.
بص "بدر" لـِ"ميلاء" وقال!!:
_ايوا "ميلاء" لازم تنزل دلوقتي علشان باباها عاوز يمشي وهي أتأخرت عندك.
قامت "ميلاء" علشان تنزل لكن مسكتها "لارا" وقالت:
_إستني لسة مخترناش الفستان.
قال "بدر" وهو ببشيل إيد "لارا" عن "ميلاء":
_إلبسي اي واحد يا "لارا" ممكن تلبسي الزهري.
بصت "لارا" للفستان بعد إقتناع فقالت لها "ميلاء":
_ايوا يا لوري الزهري جميل جدًا.
إقتنعت "لارا" بالزهري وهي بتدخل الحمام علشان تشوفه، فخرجت "ميلاء" مع "بدر" مسكت إيدة في الطرقه قبل ما ينزلوا تحت، إستغرب حركتها فقالت هي بسرعه قبل ما يفهم حاجه:
_فاكر يوم الحادث بتاعك.
هز راسة بستغراب وقال:
_أيوا لي في حاجه.
بلعت رقها برجفة وكلمته بتوتر:
_علشان حصل موقف غريب كدة الصراحة مأخدتش بالي منه غير النهاردة الصبح خلاني أشك في حاجه، وانا مش متأكدة من الحاجه دي.
بص في عنيها وقال بتوهان:
_اي اللي حصلك مخليكي شاكه في حاجه.
ردت هي بصوت ضعيف خايفه تكون اللي بتقوله غلط:
_هو "شهاب" له يد في اللي حصلك ده ؟؟.
زاد التوتر عند "بدر" وقال وهو بيقطع في الكلام:
_اي الكلام اللي بتقولية دة، جبتية منين ؟؟.
قالت بصوت متحشرج:
_جالي وانا في الحبس كنت مدياله ضهري، سمعته وهو بيقولي، دي أخرت إللي بيحشر منخيرة في اللي ملوش فية، الصراحة شكيت في كلامه ومش عارفه اذا كان له يد في الموضوع ولا لأ ؟؟، وإنتَ جيت المحكمه علشان تشهد بالحق قولت إن واحد اللي طعنك مش أنا، لو هو اللي طعنك قولي يا "بدر" متكذبش.
إبتسم "بدر" بتوتر وهو بيصحح كلامه:
_إنتِ بتقولي إي لأ محصلش الكلام دة ولا أي حاجه، بتألفي سيناريوهات مجنونه.
قربت منه وبصت له ببراءة سحرته:
_"بدر" امانه عليك تقول، ورحمة باباك تقول الحقيقه، "شهاب" له يد في الموضوع !.
غمض عنيه وقال:
_أيوا "شهاب" السبب في الحادث، بس مش هو اللي طعني، سلط واحد من امن الشركه، هو نفسة السايق بتاعه، عمل كدة شوفته بعيني، كان "مُرتضي"، بس لي عمل كدة معنديش اي فكرة.
بصت له وهي بتهز راسها وبترجع بضهرها لورا:
_بس انا ممكن اعرف دلوقتي هو لي عمل كدة.
قالت جملتها ونزلت تجري علي السلم.
❈-❈-❈
اول ما نزلت لتحت بالطريقه الهمجية إتفأجأ الكل منها!! قربت من "شهاب" وضربته علي وشه بقوه وقالت:
_إنتَ واحد حقير وزبالة، أناني مش بتفكر غير في نفسك، دة أنا بندم نفسي اني حبيتك يا أخي، يا ريتني ما كنت قابلتك ولا حبيتــك!.
مسك "شهاب" وشه واستغرب منها ومن حركتها فقال بعدم فهم:
_في إي يا "ميلاء" إزاي تعملي كدا.
ضحكت بصوت عالي وقال بسخرية:
_في إي؟؟ لا من ناحية فيه فـَ في كتير، في إنك السبب في طعن إبن عمك، وإبن عمك يعني أخوك لحمك ودمك.
قال الجد "عثمان" بعدم فهم:
_في إي يا ولاد وطعن اي اللي "شهاب" عمله.
ردت "ميلاء" بكل قسوة:
_الأستاذ "شهاب" الكبير العاقل طلع هو السبب في طعن "بدر"، سلط علية "مُرتضي" يطلع له في طريق مقطوع علشان يطعنه فيه، بس دة اللي عاوزين نعرفه منه، لي يعمل كدة.
قرب الجد من "شهاب" وقال:
_الكـلام دة صح إنتَ لك سبب في اللي حصل لـِ"بدر".
كان "شهاب" ساكت خالص ومش بيرد، لحد ما صرخ فية الجد وقال:
_إنطق إنتَ ساكت ليي، رد عليا وقول لك يد في اللي حصل.
قال "شهاب" بجبروت وهو بيصرخ:
_أيوا أيوا انا اللي عملت كدة !.
شهقت "رانيا" وحطط اديها علي بوقها بصدمة، فضربة جده علي وشة وقال بحزن:
_لي عملت كدة!! لي إنتَ شيطان معندكش قلب ولا رحمه! إزاي تعمل كدة في إبن عمك، ده أنتَ عار علي العيلة عار، بسببك كانت في بنت ممكن هتتعدم كانت خلاص او كان هيتحكم عليها بالحبس كذا سنه، لكن في اخر لحظه جه "بدر" وأنقذها، دة قلبك دة فية إي! حجر مش بيتحرك، ولا فية سكين بيعرف يقتلك ويطعن بس، إنطق عملت كدة لي.
صرخ "شهاب" في جدة وهو بيزقه كان ممكن يقع لكن مسكه "بدر":
_عملت كدة علشان اخد حقي اللي أخدته مني وأديته لـِ"بدر"، حرمتني من الميراث وكتبت كل حاجه له، حطتني في إختبار علشان إنتَ كُنت متأكد اني هخسر، بتهتم بيه اكتر مني، بتعمل كل ده لي علشان (يتيــم) ايوا بتعمل كده علشان (يتيــم) وبتديله شفقه علشان والده ميت وعايزة يحس بحنان الابوه معاك، بس مش تحسن من نفسيته علي حسابي انا، متدلهوش من حقي وتحرمني منه.
ضربه جدة كمان مرة علي وشه وهو بيقول بحدة وتحذير:
_أخرس مش عاوز أسمع صوتك ده، انا أديتكم وقت ووضعت خطه، اللي هيهتم بالشغل اكتر من التاني هينال حقة، واللي هيهمل شغله هينال عقوبته، وإنت مكنتش مهتم بيه، متعبتش في الشركه قد ما هو تعب، إنت واحد أناني كلب فلوس تطعن إبن عمك علشان الورث، طب إي رأيك بقي إنك هتتحرم منه نهائي مفيش حاجه هتبقي من املاكك عقوبتك، وعقوبة الغلطان عندي بتوجع.
بعدها بص لـِ"بدر" بندم وقال:
_وإنتَ كنت عارف باللي عمل فيك كدة ومقولتش، معترفتش ليه قدام المحكمه إنه هو السبب فاللي حصلك، إزاي تتنازل عن حقك.
قال "بدر" بطيبة قلب:
_مقدر أسجن إبن عمي مقدرش أسجنه لاني بعتبره اخويا الكبير.
سقف الحاج "عثمان" علي إيدة وهو بيبص علي "شهاب":
_شايف الأخوة مرديش يبلغ عنك ويقول انك المجرم!! إنتَ عّار علي العيلة عّار.
سابهم الحاج "عثمان" وطلع علي فوق، أما والد "ميلاء" اخدهم وخرج برا القصر وميلاء عيونها كلها دموع، جري وراهم "شهاب" وهو بيقول بصوت أشبة بالبكاء:
_"ميلاء" إستني أنا كُنت هقول علي كل حاجه لكِ صدقيني.
قربت "ميلاء" منه وهي بتبص في وشة بقرف:
_مش عاوزه أشوف خلقتك تاني أبعد عني وملكش دعوة بيا نهائي، انا خلاص كرهتك ومبقتش طيقاك، إنتَ؟؟ إنتَ تعمل فيا انا كدة يا "شهاب"!.. ياما بابا حذرني منك بس انا مكنتش بسمع له، ودلوقتي ظهرة علي حققتك.
مسك إديها وهو عاوز يبوسها بس هي شدتها منه، فقال بزعل:
_"ميلاء" انا بحبك بجد متسبنيش، والله العظيم بحبك ومبشوفش حد غيرك.. صدقني بحبك انا اسف علي كل حاجه اسف جدا انا هعتذر لـِ"بدر" لكن متعاقبنيش ببعدك عني.
سحبت نفسها بهدوء وطلبت من أهلها يمشوا حالًا لأنها مش قادرة تتخيل اللي حصل دة!!.
❈-❈-❈
«بيت محمد الشافعي».
"بعد يومين من اللي حصل"، خبط الباب ففتح "محمد" الباب ولقي "بدر" قدامه فقال:
_اهلا إزيك يا عمي.
رد والد "ميلاء" بابتسامه قال:
_أهلا يا "بدر" إتفضل.
دخل "بدر" وهو باين علية التعب، فقعد مع والد "ميلاء" شوية وجات والدة "ميلاء" وهي معاها صانية قهوة، فبدأ "بدر" بالكلام:
_الصراحه يا عمي انا جاي هنا اعتذر عن اللي حصل في القصر من وقت العزومه، إللي عرفتوه متأكد انكم مش هتنسوه، وبعتذر عن القضية اللي ماما رفعتها علي "ميلاء" بس كان غصب عنها، وأسف بالنيابة عن إللي عملة "شهاب" أكيد آنسة "ميلاء" لسة زعلانه منه.
هجمت "ميلاء" عليهم وهي بتصرخ وهجمت علي "بدر" بعنف وقالت وهي بتضرب علي بطنه:
_متجبش سيرة الحيــ**ـوان دي هنا، انا بكره ومش عاوزه أسمع حاجه عنه.
مسك "بدر" بطنه بآلم وطلب يدخل الحمام، فقالت مامت "ميلاء" بتوتر:
_إي يا "ميلاء" اللي عملتية ده يا بنتي غلط، الشاب لسة خارج من العمليات وممكن إيدك تكون جات علي الجرح وإتفتح..!.
قلقت "ميلاء" من كلام والدتها، وبعدها سمعوا صوت "بدر" وهو بيتألم في الحمام، حطت ايديها علي قلبها وقالت بخوف في سرها:
_يارب إسترها معاه.
خرج هو من الحمام وفي بقعة دم علي هدومه، إتخضت "ميلاء" وجريت ناحيته وقالت برعب:
_"بدر" إنتَ كويس!! أنا آسفه أوي علي إللي حصلك بجد آسفه جدًآ مكنش قصدي.
قعد "بدر" بدوخه علي الكنبة وقال بتعب:
_حصل خير ولا يهمك.
شافت والدته "ميلاء" وشه أصفر وجسمة بدأ يتنفض عرفت إن حرارته إرتفعت!! قربت منه تشوف حرارته لقت إنها مرتفعه جدًا!! فقالت بخضة:
_يا حاج الواد حرارته مرتفعه جدًا؟! لازم ناخدة عند الدكتور فورا قبل ما يحصل له حاجه.
قالت "ميلاء" بستغراب:
_مرتفعه إزاي وإحنا في الشتا أصلا.
قالت جملتها وسمعوا صوت الرعد والبرق بينور والنور داخل من الشباك عليهم، فقال والدها:
_بشرتي بالخير، اهيي الدنيا إتقلبت.
بعدها فتح الشباك لقي إن الجو بيمطر جامد وزيادة عن اللزوم، فقال بتعقيد:
_لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، مش هينفع نخرج في الجو دة عند الدكتور، الدنيا جابتها والشوارع كلها بلا شك معجونه ماية.
سمعو الكل صوت دابة قوية، فـَ بصوا لقوا "بدر" وقع من علي الكنبه وجسمه ارتخي علي الأرض.
❈-❈-❈
•(بعــد منتصــف)•
فاق "بدر" لقي نفسة نايم علي سرير ومتغطي نص جزعه السفلي، وكان في كدمه باردة علي راسه، وكدمه سخنه محطوطه علي باطنه، قال بآلم:
_إي في إي!! وإللي حصل ؟؟.
قالت "ميلاء" بآسف:
_بعتذرلك عن اللي حصلك انا السبب فية لأن إيدي جات علي الجرح بتاعك بالغلط وإتفتح تاني ولاحظت إنك مش بطهر الجرح أصلًا فكان علية ميكروبات ولازم يطهر كل يوم، وانا دلوقتي علشان إلتهب حطيت علية فوطه سخنه.
قال "بدر" بحاجب مرفوع:
_وعرفتي منين إنه ملتهب.
_باين إن لونه أحمر، ولما الجرح بيبقي احمر، معروف إنه ملتهب.
قام "بدر" يتسند هي مانعته علشان يرتاح:
_لأ لأ رايح استني مينفعش إنتَ تعبان.
قال هو بصوت واطي:
_لازم أمشي دلوقتي أزعجتكم.
نيمته تاني علي السرير وحطت علية البطانية بعد ما طهرة له الجرح، وبلت كدمات الماية في التلج، وحطتها علي جبهته وقالت:
_مينفعش تروح في الجو ده لأنها مشتيه، خصوصًا إنت حرارتك مرتفعه ولازم ترتاح، غير الجرح المتلوث ده، معلش أجلها لبكرا.
قال "بدر" بتعب:
_لأ معلش علشان والدك مياخدش عني فكره، بعدين انتي بتعملي اي هنا لازم تخرجي، وانا لازم اروح.
قالت هي بضحك وقعدت جانبة تقلب الكدمه:
_بابا إي، لا هو اللي طلب مني افضل جنبك علشان لو إحتجت حاجه، واحنا حاليًا الساعه إتنين بعد نص الليل، مينفعش تقوم بقي!! هو بعد الفجر هيفضل جمبك لحد ما الصبح يجي وتروحوا لدكتور!!.
استسلم "بـَـدر" لها ونام، وهي جانبه راسها نزلت علي كتفه وهي نعسانه فنامت هي كمان في سبات عميــق.
❈-❈-❈
«قصــر العثماني».
في اليوم التاني الضهر ؟؟.
دخل "بدر" القصر وبعدها علي أوضة الضيوف لانه سمع صوت حد هو عارفه كويس، ولما لقي عمه "ناصر" وبنت عمه "ألاء" فرح اوي وهو بيسلم عليهم!! فقال "ناصر" بضحكه:
_عامل إي يا "بدر" لك وحشة والله!!.
حضنه "بدر" براحه وقال:
_وإنتَ كمان يا عمي والله، ده كله مع الدكتورة "ألاء" في أمريكا.
قعد عمة وقال:
_أيوا بعد ما عاملنا العملية للمريض وخف وبقي تمام خلاص، قالت ليا نفضل كمان سنه ال تكتشف الطب أكتر.
قال الحاج "عثمان" وهو بيسبح في حبات السبحه بتاعته:
_ماكنش له لازمه والله يا إبني تسافر هناك علشان تعملوا لها العملية، عادي جدًا ما كل الدنيا بتعمل غدد، مصر فيها دكاترة شاطره كتير بتعمل غدد.
قالت "ألاء" بتهفف:
_ياجدوا يا حبيبي والله كنت عاوزة اعمل هناك تجربة عمليات الغدد علشان اشوف الغرب متميز عن الشرق في إي.
قالت مامتها بسخرية:
_وعرفتي يا قلب مامتك متميزين في إي.
لاحظ "بدر" إن الأوضاع هتتوتر اكتر، فقال يقول جملته قبل ما جده "عثمان" يتغير:
_بقولكم إي يا جماعه بما إنكم متجمعين كدة خلينا ارمي عليكم فرحه.
قالت مامته بتوتر:
_خير يا إبني فية إي!!.
_أنا قررت أخطب.
فرح جده وقال بسعادة!!:
_ميـــن ؟؟.
رد "بدر" وقال وهو بيركز نظرة علي "شهاب" وقال:
_"ميلاء" إللي أنقذتني من الحادث.
بلع جده "عثمان" ريقه لان عارف إن حفيدة التاني بيحبها بردو، خاف ينطق ويقول حاجه "شهاب" يتجنن، فقال بسرعه قبل ما يحصل مرج:
_والبنت موافقة أو عارفه حاجه بالموضوع ده.
قال "بدر" بابتسامه بشوشه:
_لأ بس عمي "محمد" عارف قولت له الصبح، وقالي تنور في أي وقت إنتَ عاوزة، فهنروح أمتي لهم.
رد الحاج "عثمان" بجدية وقال:
_مليش دعوة بموافقة والدها، أنا ليا دعوة بموافقتها وبــس، العروسة تكون موافقة قبل مانروح يبقي علي بركة الله، مش موافقه منروحش ونحرج نفسنا مع الجماعه.