-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 56 - 1 - السبت 26/10/2026

  

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل السادس والخمسون

1


تم النشر يوم السبت

26/10/2024



كان ينظر لها بحدة مصطنعة، لكنه يريد أن يثبر أغوارها؛ ليعرف ماذا يوجد خلف تكتمها وعدم بوحها بالتفاصيل كعادتها.. 

لكنها أستطاعت أن تتهرب منه ما ان نادت عليها أمها،  لكنه لم يتركها بل همس بجوار أذنها: 

_ناوية على أيه يا قلبي،  ايه تفاصيل حفلة الحنة 

_ ايه السؤال ده يا وحشي،  العادي الحنانة والفرقة النوبية وعشا اسبشيال وسهرة مع صحباتي وكده 

_بس..! 

_طبعا ولا انت شاكك في حاجة؟! 

_شاكك في المبلغ اللي اتحول لشارلوت من حسابك الشخصي،  ايه انت اتبرعتي بكسوة الصيف لقرية كاملة ولا ايه.. 

نظرت له بصدمة وهي لا تعرف كيف ترد عليه،  لكنها خبط كف بأخر وهي تقول: 

_مفيش فايدة عمرك ما تنسي انت مين؟ 

قرصها من خدها وهو يقول: 

_طيب أنا راضي زمتك دي حاجة تتنسى.. 

غمز لها وهو يضحك بصوت مرتفع ولكن عينه كانت تحمل نظرة انا انتظر ان تخبريني أي كارثة سوف تفعلينها يا قمري،  لكن هل ستخبره؟ 


مرت الأبام وها هو رحيم يجلس في الصالون الخاص بكبار الزوار لدا اتيليه شارلوت،  وهو يرتشف القهوة الخاصة به بينما مدام   شارلوت بنفسها تساعد. داليدا في ارتداء الثوب الأسطوري… 


وما أن أنتهت حتى أبتعدت خطوات، لتنظر لها عن بعد لتحظى بنظرة شاملة لشكل الثوب،  الذي تشعر انه زاد تألقه برتداء تلك الفاتنة له.. 

نظرت لها داليدا بتسأل فأبتسمت وهي تقول: 

_برفيكت..  مفيش أجمل من كده أنت خليت الفستان ينطق.. 

أبتسمت داليدا بخجل من مدحها أما شارلوت أشارت للمساعدين لها، ان يفتحوا تلك الستار، التي تخفي مرآة بعرض الحائط،  تعطي داليدا الفرصة لترى نفسها بوضوح.. 

داليدا: ما شاء الله عليك يا طنط حضرتك فنانة.. بجد روعة.. 

_مش قولتلك سيبي لي نفسك..  جمال زي جمالك محتاج لمسة مختلفة وبعدين أحمد بيه الديب وسهام هانم ليهم مكانة خاصة عندي..  وكمان مامتك وأدهم بيه.. 

ابتسمت داليدا وهي تسأل: 

_طيب هطلع لرحيم 

في ناس بتعتبره فال وحش 

ده جهل.. 

تحركت لتنظر له بينما هو أبتسم بخفة وهو ينظر لها بتمعن وعينه تتحرك على تفاصيل الثوب الخرافي وهو ينهض من مكانه إلى حيث هي لم يشعر بنفسه وهو يحيط وجهها بذراعيه ينظر في عمق عينيها وهو يميل ليقبل جبينها وهو يقول: 

_روعة يا قمري أنت اللي محلياه.. 

كاد ان يقبل وجنتها فتراجعت وهي تنظر لها بصدمة ووجهها تلون بحمرة الخجل وهي تقول:  

_رحيم..  عيب

فغر فمه وكاد ان يضحك على طفلته او بمعنى أصح زوجته التي ترى قبلة على الوجنة عيب أبتسم بهدوء وهو يهز رأسه بموافقة  يطالبها بتبديل الثوب.. 


ما ان دخلت مع مدام شارلوت مرة أخرى،  حتى كان يشير لأحدهن أن تحضر بعض الموديلات التي انتقاها سواء كانت ملابس بيت أو خروج أو "لانجيري" بتصميم قد تجعل داليدا  تفقد الوعي..  لكنه استغل وجودها بالداخل لينتقى ما يريد.. 

أما هي كانت تنظر لثوب الحنة بصدمة وهي تقول: 

_حضرتك متأكده ان طنط سو هي اللي أختارته.. 

_آه ليكي ولأختك و مش بس ليكم بس ده سر 

هزت رأسها بموافقة وهي تخرج بثوب غير ما أخترته خالته ليراه رحيم.. الذي ابتسم وهو يهز رأسه بموافقة..  لكنه لا يعلم ان ذلك مجرد غطاء لما سترتديه في الحنة.. 

لم ياكدوا ينتهوا حتى كان أحمد عادل ودانا يدخلان بينما أحمد يحاوط خصرها وهو يبتسم لها دون ان ينتبه لرحيم الذي يجلس يتابع خطواتهم وهمسهم يصل له.. 

أحمد:  رحيم ازيك يا باشا فينك من يوم سهرة اليخت ما شوفتكش 

اقترب رحيم ليسلم عليه ويضمه بخفة وهو يقول:  وحشني والله بس أعمل ايه مسحول.. 

ضحك أحمد وهو يقول: مش لوحدك؛  المهم خلصت ولا لسه.. 

آه دولي بتغير بقول يا دانا بلاش حركتكم انت فاهماني وياريت تختاري تصميم تاني 

نظرت له بابتسامة وهي تقول: 

_أطمن احنا موصين على واحد فعلا.. 

_تمام يا دودي.. 

نظر له أحمد برفض فضحك رحيم بصوت مرتفع وهو يقول: 

_بتغير عليها من أخواه يا بيه.. 

_لا طبعا بس.. 

_ عارف بس اطمن وان واحنا اطفال هي أختي..  داليدا غير 

ربنا يسعدكم يا صاحبي 

ويسعدك يا غالي.. ياله نسيبكم تاخدوا راحتكم ونظر لداليدا التي تتهادى في خطواته وهو يحتضن كفها بحب وهو يقول: يلا

هزت راسها بموافقة وابتسمت لأختها وأحمد وأنصرفت.. 

وما ان جلس احمد ودانا، حتى كان  أحمد يقلب في الكتالوج الموجود أمامه وهو يشير لدانا لبعض التصميمات وهو يقول: 

_على ما يجهزو الفستان نختار باقي اللبس 

_تمام يا قلبي.. 

اهتز قلبه وأرتجفت يده وهوينظر لها بدهشة ممزوجة بالفرح وقلبه يرقص بين ضلوعه ولولا وجود شارلوت لكان ضمها الى قلبه حتى تدخل تحت جلده،  وكان قبلها حتى يدمي شفتيها عله يصدق أنه قلبها.. اخرجته من شروده وهي تقول 

 

_ أحمد حبيبي  مالك 

لا هذا كثير قلبي وحبيبي ماذا افعل هل اخطفها الآن..  نظر لشارلوت التي انسحبت ما ان ادركت نظراته وايضا لتشرف بنفسها على تجهيز الثوب.. 


أما أحمد لم يستطع أن يسيطر على قلبه ولا جسده؛ وهو يقف أمامها يمد يده لتقف، وما أن تلاقت عينها بعينيه حتى اقترب يمس شفتيها كهمس خفيف؛ لا يعرف من تحول لشغف! ما أن ادرك أنها قبلتها الأولى أخذ يقربها منه بلهفة يضمها في حضن قوي، حتى كاد أن يسحق ضلوعها.. وهو يبتعد عنها لحاجتهم إلى الهواء أو حتى لا يتطور الأمر لما هو أخطر.. 


بينما هي كانت تائهة فيما تشعر به تائهة في تلك الزخات من المشاعر التي تركض في شرينها لا تعرف ماذا يحدث لها إلى أن همس أما شفتيها: 

_بعشقك يا دودي.. 

_هاه..  انا.. انت 

_أنا بعشقك ولو ما قعدتيش الوقتي أنا مش مسئول عن رد فعلي لان بيني وبين أن أتوه فيكي تكة..  

ابتسمت بخجل وهي تحاول ان تلملم نفسها تنظر له بحزن لأن ما فعله باغتها ورغم  أن مشاعرها متضاربة إلا أنها لا تعرف  ما هو تفكيره فيها؟


 إلا شعر بتخبطها فحرك أبهامه على وجنتها برقة وهو ينظر لها بعشق بحب بحترام وهو يقول: 

_ اللي حصل ده متأخر اوي يا دودي، متأخر لدرجة أني مش عارف أزاي حرمت نفسي من لذة قربك، بس هانت أخر الأسبوع الحنة والفرح..  


_بس ده مش هيحصل تاني و.. 


_اهدي.. لازم تكوني متأكدة أن مهما حصل بينا لا عيب ولا حرام ولا ممكن يغير نظرتي ليكي..  ولا يقلل حبك في قلبي يمكن يضاعفة وأنا حاسس انك زي الوردة اللي لسه بتفتح في نور الشمس اللي كل حاجة فيها بكر حتى أول لمسه بعشقك يا دانا.. 

 

شعرت بموجة من الخجل تكتسها حتى انها لم تعد تقوى على الرد فجلس بجوارهاوهو يشير لها لأحد التصميم التي تناسبها وكأنه صُمم لها،  مما جعلها تندمج معه.. 

اخذ يكتب ارقام المودل و اللون وهو ينتقل من لبس الخروج للبيت والملابس الخاصة التي كان ينتقيها بكل جرأة تصل للوقاحة وهو يقول: 

_الهوت شورت ده روعة متخيلك فيه كانه معمول ليكي 

فغرت فمها لكنه اشار إلى تصميم آخر وهو يقول:

_ والكاش مايو ده  يجنن.. 

لم تكد تشعر بالخجل حتى أشار إلى لانجيري بعدة تصميم وهو يقول: 

_والاستايل ده رهيب.. 

_أحمد 

_قلب أحمد 

_ايه اللي أنت بتختاره ده 

_أيه يا قلبي زوقي مش عاجبك 

_الموضوع مش زوقك بقدر ما هو انك يعني قليل الأدب.. 

ضحك بصوت مرتفع وهو يشير إلى نفسه ببرأة ذئب في اللحظة التي حمحمت شارلوت وهي تقترب منهم تسأل أن كان أختارو شئ أعطاها احمد تلك الورقة التي كتب فيها اسماء وارقام الموديلات.. 

شارلوت:  تمام طيب الوقتي  نشوف فستان الفرح وليلة الحنة 

أحمد تمام بس عاوز كتالوج السورية محتاج كام تصميم.. 

تحت امرك يا فندم 

اعتطته  احدهم وتحركت مع سهر إلى غرفة التبديل وهي تخبرها ما اخبرت به داليدا عن الحنة ابتسمت بمكر وهي تقول: 

_"سو" دي مفيش منها افكارها مجنونة   

ارتدت الثوب الخرافي ونظر لها احمد مبهوت وهو لا يعرفكيف ضمها بين ذراعيه غافلاً عن وجود صحبة وهو يقول: 

_ما شاء الله روعة.. 

شارلوت:  اي تعديلات لسه عندنا وقت 

احمد يا ريت فتحة الصـ در تصغر بس مساحة الكولية  واخرج المحمول خاصته وأرها الكولية الذي يعد ثروة 

نظرت له ولاحمد ورغم انها لا تحبذ تغير تصميم إلا أنها هزت رأسها بالموافقة..  طلبت من المساعدة ان تحضر الادوات واخذت ترفع الثوب حتى عدلت الفتحة.. هز أحمد رأسه بموافقة وهو يقول:

_ تمام.. 

بعد ان رأي الثوب الأبيض  وثوب الحنة وانتقى ما يعجبه من ملابس العروس كان يحيط كتفيها ويتحرك ليخرج.. 

دانا:  انا مشوفتش الكولية ده 

_اه يا قلبي ده طقم الشبكة بيتم تصميمه مخصوص ليكي يا قلبي.. 

يا سلام الفستان مخصوص والشبكة مخصوص 

طبعا أنا عندي كام دودي انا بعشق وحب واتجوز مرة واحدة بس انت زوجة للعمر..  بس لو الكولية مش عاجبك. اجيب غيره.. 

تغيره 

لا ده عاجبني بس مش هفلس لو جيبت ليكي بدل الشبكة عشرة.. 

نظرت له بدهشة،  رد على دهشتها بقوله: 

_شكلك مش مصدقة أني بعشقك 

لا يا قلبي مصدقة 

لاحرام عليكي احنا في الشارع واحدة قلبي كمان وهنتمسك بفعل فاضح في الطريق العام 

نظرة الصدمة على وجهها جعلته يضحك وهو يفتح لها باب السيارة وهو يقول:  

_بهزر يا دودي  ما تخفيش..  انا مش مستعجل.. 


الصفحة التالية