رواية جديدة على سبيل الألم لرانيا ممدوح - الفصل 2-1 - الخميس 19/12/2024
قراءة رواية على سبيل الألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية على سبيل الألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة رانيا ممدوح
الفصل الثاني
1
تم النشر الخميس
19/12/2024
وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ
وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
المتنبي
كان الضابط يجلس خلف مكتبه، يتأمل الصورة التي أمامه على طاولة التحقيق. كان القتيل شخصًا طيبًا، معروفًا في مجتمعه بحبه للخير، لا يمر يوم دون أن يقدم مساعدة لشخص محتاج أو يشارك في عمل تطوعي. فكيف؟ كيف وصل إلى هذه النهاية البشعة؟ لماذا اختار القاتل أن يقتله بهذه الطريقة؟
تراكمت الأسئلة في ذهنه، وأخذ يتساءل بمرارة: "هل يمكن لشخص طيب كهذا أن يكون قد ضايق أحدًا ليصل به الحال إلى هذا القتل الوحشي؟" كانت الإجابة دائماً لا. لم يكن هناك أي علامة على محاولة سرقة، ولم يكن القتيل معروفًا بأعداء. لا شيء كان يفسر هذه النهاية المأساوية سوى خيوط مبهمة، تختفي خلف الجدران التي تفصل الحقيقة عن الظلال.
❈-❈-❈
قطع هذه الأفكار صوت طرق على الباب. رفع رأسه وأشار قائلاً:
"أدخل."
دخل المساعد برشاقة، وأدى التحية العسكرية التي اعتادها كلما كان في حضرة الضابط. لكن اليوم كان هناك شيء في نظره يعكس القلق، كأن هذا اليوم ثقيل جدًا عليه.
"ده تقرير الطب الشرعي يا فندم."
أخذ الضابط الورقة منه ببطء، وكأنه يدرك أن الحقيقة التي تحملها قد تغير مجرى التحقيق تمامًا. فتح التقرير بعناية، وقرأ الكلمات بصوت خافت، كأن الكلمات نفسها كانت تؤلمه.
"القتيل توفى إثر خمسة وعشرون طعنة..."
توقف الضابط عن القراءة للحظة، وهو يحاول استيعاب ما ورد في التقرير. خمسة وعشرون طعنة؟! هل هذا معقول؟ كانت الكلمات تتردد في ذهنه مثل صدى بعيد، وتبدو غريبة على مسمعه.
"... منهم ثلاث طعنات في القلب مباشرة، والباقي موزع على الجزء العلوي فقط..."
استمر المساعد في قراءته، بينما كان الضابط يشعر وكأن قلبه يتوقف عند كل حرف. الطعنات لم تكن مجرد جريمة قتل عادية. كان هناك شيء أكثر تعقيدًا، شيئًا يتعدى القتل البسيط.
لكن واضح أنه اتعرض للعنف الجسدي أيضًا. تم ضربه بأداة صلبة على الجزء الخلفي من رأسه، وبعض الكدمات الخطيرة متفرقة في جميع أنحاء الجسد...
كانت تلك التفاصيل كالصواعق في رأس الضابط. ضرب على الرأس؟ كدمات؟ هذا لم يكن مجرد قتل عابر، بل كان تعذيبًا بدم بارد. وكان واضحًا من التقرير أن القاتل لم يكتفِ بالقتل السريع، بل أراد أن يُبقي الضحية في ألم طويل قبل أن يسلبه حياته.
❈-❈-❈
كانت الطعنات تتحدث عن مشاعر عميقة من الكراهية أو الانتقام، وقد كان واضحًا أن القاتل لم يكتفِ بالقتل فحسب، بل كان يهدف إلى إيصال رسالة، أو ربما كان يحاول أن يطهر نفسه من غيظ داخلي شديد. ما الذي دفعه للقيام بذلك؟ فكر الضابط، والعقل يحاول أن يحل هذا اللغز.
القاتل لم يكن يهدف فقط إلى إنهاء حياة الضحية، بل كان لديه دافع شخصي يعكس هذا الغيظ. لا شيء في الجريمة يشير إلى أنها كانت عفوية أو غير مدروسة. كان هناك شيء عميق، شيء لا يمكن تجاهله، كان واضحًا في كل طعنة وندبة على جسد الضحية.
❈-❈-❈
استفاق الضابط من شروده وأغمض عينيه للحظة، وكأن شيئًا في قلبه كان يهمس له أن الأمور أكبر مما يتصور. شخص طيب، محبوب، لا أعداء له... لماذا؟ هل كان القتل بدافع الانتقام؟ هل كان القاتل يعرفه جيدًا؟
همس بصوت منخفض، وكأن الكلمات تخرج من بين شفتيه بصعوبة:
"ليه؟ ليه كده؟"
كان الضابط جالسًا خلف مكتبه، عينيه مشدودتين إلى الملفات أمامه وهو غارق في تفكير عميق. كانت القضية التي بين يديه تحمل الكثير من الغموض، والشكوك تزداد مع كل تفصيل جديد. مستحيل تكون بنت صغيرة عملت كل ده لوحدها، فكّر في نفسه، ووجد نفسه يعيد السؤال مرارًا وتكرارًا. كان العنف الذي تعرض له القتيل أكبر من أن تكون طفلة قد ارتكبته بمفردها.
أخذ نفسًا عميقًا وهو يتابع تفكيره: جايز ليها شريك في الجريمة، محدش عارف برضو. كانت الحقيقة تتناثر أمامه في قطع صغيرة يصعب جمعها. كان يحاول أن يرى الصورة كاملة، لكن كل مرة كان يجد جزءًا مفقودًا.
ثم فكر للحظة، لكن سرعان ما تلاشى التساؤل في ذهنه: ممكن تكون بريئة؟ لم يكن لديه الإجابة، ولكن الشيء الوحيد الذي كان متأكدًا منه هو أن التحقيقات هتظهر الحقيقة كاملة. كانت التحريات ما زالت مستمرة، وكل خيط جديد قد يقوده إلى اكتشاف شيء مغير.
رفع الضابط رأسه وقال له:
"طيب روح انت دلوقتي، وأنا شوية وهاروح كمان، وبكرة الصبح إن شاء الله تكون هنا بدري."
أجاب المساعد باحترام وهو يرفع يده في تحية:
"تمام يا فندم."
أغلق الباب خلفه في صمت، وغادر المساعد الغرفة. ترك الضابط وحده مع أفكاره، يحاول ترتيب فوضى القضية في ذهنه.
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي، دخل الضابط المسؤول عن القضية إلى غرفة عمله بثبات، وألقى نظرة سريعة على الأوراق المبعثرة أمامه. جلس على كرسيه المريح، وتنهد بعمق قبل أن يطلب قهوته المعتادة. كان يشعر بثقل القضية التي بين يديه، وكأن كل تفصيل صغير قد يحمل في طياته إجابة تؤدي إلى كشف الجاني. بعد لحظات، التفت إلى أمين الشرطة الذي كان يقف بجانب الباب.
"أمرك يا باشا."
"عملت اللي قولتلك عليه."
"طبعا يا باشا، بدأ أمين الشرطة وهو يرفع تقريرًا صغيرًا أمامه. عرفنا إن القتيل مكانش ليه صحاب، مجرد معارف من أجل العمل فقط. سألنا كل الجيران عن زوجته، لكن لا أحد يعلم عنها شيئًا. كانت منعزلة ولا تخرج كثيرًا، و ترفض الزيارات. أما بخصوص الفتاة، فكانت أيضًا مثل أبيها وأمها، تعيش في عزلة. لكن، قمت بإستدعاء زميل لها في التدريب، وكان من أشهر الأسماء بينهم، يدعى ليث حسين."
"ماشي، دخله."
أعطى الضابط تعليماته بشكل حازم، ثم عاد إلى تأملاته. كان يشعر بأن هناك خيوطًا بدأت تظهر، لكن لم يكن الوقت قد حان بعد لجمعها كلها.
❈-❈-❈
دخل الشاب الغرفة بخطوات ثابتة، وكأن ثقة غير عادية تتدفق منه. كان في مثل سن الفتاة المتهمة بقتل والدها، طويل القامة، يمتلك جسدًا قويًا بالرغم من صغر سنه. كانت بنيته الجسدية مثالية، عضلاته المشدودة تبدو وكأنها نتيجة تدريب مستمر. عينيه كانتا بنيتين فاتحتين، تتألقان تحت الضوء بشكل لافت، بينما كان شعره الأسود ينسدل بشكل أنيق على جبهته. كان يرتدي ملابس رياضية أنيقة، كما لو كان قد انتهى للتو من مباراة تنس، وكان يحمل مضرب تنس في يده كأنه جزء من شخصيته.
توقف أمام الضابط، وأخذ نفسًا عميقًا، ثم رفع رأسه بثقة وألقى عليه نظرة مباشرة.
الضابط نظر إلى ليث بعينين حادتين، ثم قال بصوت أجش:
"أقعد."
جلس ليث على الكرسي أمام الضابط، لكنه لم يستطع إخفاء التوتر الذي بدا واضحًا على وجهه. كانت هذه أول مرة يدخل فيها إلى قسم الشرطة، وكان لا يعرف السبب وراء استدعائه. تساءل في نفسه إذا كان هناك خطب ما.
نطق بنبرة صوت قلقة وهو يحاول السيطرة على مشاعره:
"ممكن أعرف أنا هنا ليه؟"
رد الضابط بنظرة ثابتة، ثم طرح سؤاله الذي أثار الصدمة:
"تعرف البنت اللي اسمها سبيل؟"
فوجئ ليث عندما سمع الاسم، حيث بدا أن لهذا الاسم مكانة خاصة في ذهنه. لحظة من الصمت مرت قبل أن يجيب، وكأن الصورة بدأت تتضح في ذهنه.
"أيوة، دي بنت زميلتي في التدريب."
الضابط لم يبدِ أي تغيير في تعبير وجهه، لكن سؤاله التالي كان أكثر تحديدًا، أكثر حدة:
"بس؟"
كانت نبرة صوته تتسم بالغموض، كأن ثمة شيء خفي وراء هذا السؤال، ولم يكن يطلب مجرد إجابة عابرة.
❈-❈-❈
إستعادة الذكريات .
بدأ يتذكر ليث ما حدث قبل عامين و نصف ، أتت سبيل لأول مرة الى النادي و كانت منقولة حديثًا إليه
و النادي الرياضي يبعد خمسة عشر دقيقة عن منزلها
، فكانت تركض حتى تصل إلى التدريب كل يوم
وصلت سبيل إلى المكان و دخلت و ارتدت الملابس الخاصة بالتدريبات و كانت السترة مميزة باللون الاخضر و يوجد عليه من الخلف اسم سبيل و رقم سبعة ايضا الرقم الذي تعشقه سبيل كثيرًا ، وقف المدرب و بدأ بالترحيب بالفتاة الجديدة .
-يا ولاد رحبوا بزميلتكم الجديدة في التدريب ، سبيل لسه منضمة النهارده اول يوم ليها .
سبيل بصوت رقيق و خجل فهي غير معتادة على ذلك الجمع من الناس حولها .
"اهلا بيكم ."
نظر لها ليث من بعيد مثل البقية ، كان ليث هو المتفوق عليهم جميعًا ، لكن كان ذلك قبل مجيئ سبيل ، فسبيل منذ لحظاتها الأولى قد أثبتت مهاراتها المستثناه ، فهي ماهرة و دقيقة و تحب التميز ، فهي حصلت على المركز الأول دائما و ليث المركز الثاني.
سخط ليث كثيرًا من هذه النتائج و اعترض عدة مرات على فوزها بالمركز الأول و أصابه الشك من أن تلك الفتاة تقوم بدفع رشوة من أجل الفوز ، بعدها ظل يتدرب طوال الوقت بسببها و كان ينافسها لكن هي لا تراه و لا ترى أي شخص آخر، فهي تتدرب من أجلها من أجل أنها تحب تلك الرياضة كثيرًا، كثرة تدرب ليث جعلته مميزًا أكثر منها ، فهي صاحبة الفضل لوصول ليث للبطولة العالمية و هي ربحت بالجمهورية فقط و لم تؤهل للخارج مثله، فهو كان ينظر لها من بعيد و لم يتجرأ أن يتحدث معها ، فهي لا تتحدث مع أي شخص من الأساس .
❈-❈-❈
قطع شروده صوت الضابط الحازم وهو يقول:
"ها، قولي كل حاجة تعرفها عن البنت دي."
رفع ليث رأسه ببطء، محاولًا استجماع أفكاره، ثم قال بتردد:
"هي كانت غريبة... دائمًا لوحدها، مبتتكلمش مع حد. كانت متميزة جدًا في طريقة لعبها، لكن محدش كان مقرب منها. كانت بتخلص التدريب وتجري لحد ما توصل لبيتها. معتقدش إن حد من اللي في التدريب يعرف حاجة عنها، كل اللي نعرفه إنها اسمها سبيل."
أخذ الضابط لحظة ليفكر، ثم عاد ليسأله:
"امممم، بس كده؟ ده كل اللي عندك؟ في حاجة جديدة تحب تضيفها؟"
هز ليث رأسه ببطء وهو يجيب:
"لأ."
"طيب، لو افتكرت أي حاجة، ياريت تتواصل معانا على طول."
"حاضر، بس ممكن أعرف ليه التحقيق ده؟"
تغيرت ملامح الضابط قليلًا، وكأنه كان يتحضر للإجابة على هذا السؤال، ثم قال بجدية:
"سبيل متهمة بقتل أبوها واختفاء أمها."
وقف ليث فجأة، كأن الكلمات أصابته بصاعقة. صدمة كبيرة ارتسمت على وجهه، وعيناه اتسعتا بينما قال بصوت مرتعش:
"إيه؟ مستحيل تعمل حاجة زي كده! هي صحيح غريبة ووحيدة وعلى طول ساكتة، بس ده ميوصلش بيها إنها تقتل... وتقتل مين؟ والدها؟ ده كان أكتر شخص قريب منها و بتحبه جدا أكتر من نفسها كمان "
أشار الضابط بيده مطالبًا إياه بالهدوء، وقال بنبرة أكثر هدوءًا:
"إهدأ... لسه التحقيقات شغالة، وأكيد الحقيقة هتبان. سواء كانت بريئة أو مذنبة، كل ده هيبان في النهاية. اتفضل أنت دلوقتي."
❈-❈-❈
خرج ليث من الغرفة بخطوات متثاقلة، وصدره يعلو ويهبط بشدة من شدة الانفعال. كان يضرب كفًا بكف، وعقله غارق في دوامة من الأسئلة والدهشة. هل يمكن أن تكون سبيل فعلت ذلك حقًا؟ قتل والدها؟ فكرة مستحيلة، ومع ذلك، الظلال الكثيفة التي أحاطت بحياتها كانت تلقي بالشكوك في ذهن الجميع.
بصوت قوي، صاح الضابط:
"دخل اللي بعده."
❈-❈-❈
فتح الباب ودخل حارس أمن المنطقة الراقية. جلس الرجل أمام الضابط، وبعد تدوين معلوماته الشخصية مثل الاسم، السن، والعنوان، بدأ التحقيق.
سأله الضابط مباشرة:
"هل لاحظت أي فعل غريب في بيت عبدالله الوكيل؟"
رد الحارس بلهجة عفوية:
"لأ، كل حاجة كانت زي ما بتبقى من ساعة ما نقلوا."
سأله الضابط عن زوجة القتيل:
"زوجة القتيل... تعرفها؟"
هز الحارس رأسه وقال:
"أيوة، الست سميرة. كانت على طول تطلب مني أجيب طلبات ليها وللبيت، بس كلامها كان على قد الطلب، مش زي باقي الستات. ما كانتش بتفتح حوارات كتير. بس بصراحة كانت ست ذوق وشيك جدًا، ومحترمة أوي، زي ما تكون بنت ناس كبار مأصلين."
علق الضابط:
"ما هو جوزها راجل مقتدر طبيعي تكون كده."
ابتسم الحارس بخبث خفيف وأجاب:
"لا يا ساعة البيه. هي العز باين عليها أكتر منه بكتير. عبدالله بيه شكله راجل شعبي، كلامه وتصرفاته عادية زينا كده، لكن الست هانم دي حاجة تانية خالص. كلامها كان بدلع، وتدخل كلمات أجنبية في كلامها. تقريبًا عاشت برة مصر لفترة طويلة. والغريب أنها كانت ست أيدها فرطة، تحب تكرم كل اللي يشتغلوا معاها."
مال الضابط بظهره إلى الخلف، يمعن التفكير فيما سمع، ثم تمتم:
"قصدك إيه بإن جوزها أقل منها؟"
أجاب الحارس بوضوح:
"يا بيه، جوزها تحسه راجل عادي جدًا. لبسه وكلامه بسيط، لكن الست سميرة حاجة مختلفة تمامًا. اللبس، الشكل، الطريقة، كل حاجة تقول إنها ملكة جمال أو ست باشوات. ورغم كده، ما كانش عندها خدامة، وما كانتش بتحب تخرج من البيت أبدًا. سنتين ونص وأنا هنا، ما شفتهاش غير مرتين أو تلاتة بالعدد، وما كانش ليها علاقة بالجيران أو أي حد."
سأله الضابط بدهشة:
"إزاي ست بالمواصفات دي، ما يكونش ليها أصدقاء أو معارف أو حتى خدم؟ واحدة زيها المفروض تكون عندها شلة كبيرة."
أجاب الحارس بثقة:
"يا بيه، من ساعة ما نقلوا، ما حدش زارها. لكن أخو عبدالله بيه كان بيجي عندهم أوقات. واحد كده خمرجي وأخلاقه مش قد كده، بس زيارته كانت نادرة جدًا."
علق الضابط وهو يقلب أوراقه:
"التحريات أثبتت إنه كان سكران ليلة الجريمة في بار، ورجع بيته وما خرجش إلا تاني يوم الظهر، يعني بعد اكتشاف الجريمة. على العموم، استدعيناه وهنتحرى عنه أكتر."
قال الحارس بحزم:
"أنا قلت كل اللي عندي يا بيه."
هز الضابط رأسه وأشار للورقة أمامه:
"خلاص، إمضي هنا على أقوالك. ولو احتجناك هنكلمك."
أمسك الحارس القلم ووقع على أقواله، ثم وقف وألقى التحية وغادر الغرفة، تاركًا الضابط غارقًا في بحر من الأسئلة والشكوك.
❈-❈-❈
خرج حارس الأمن، ودخل بعده شوقي، الأخ الأكبر لعبدالله. كان وجهه مليئًا بالانكسار والحزن على فقدان أخيه الأصغر، الذي طالما كان يعوله منذ الصغر. كانت ملابسه رثة ومتسخة، تعكس شدة فقره وحاجته.