-->

الفصل الرابع والثلاثون - ظلام البدر - دجى الليل

الفصل الرابع والثلاثون


بعد مرور شهران.. مطلع يونيو عام 2000..

جلس شارداً بملامحها التي حُفرت بقلبه قبل عقله، لقد كان أسعد شهران بحياته، لماذا لم يجد تلك الفتاة منذ سنوات؟ ابتسامتها الخجولة، تلهفها على المزيد من متع الحياة، ضحكتها البريئة التي عند سماعها فقط تشعره بالفرحة، ارتباكها وجنونها الطفولي، ذلك النور الذي تبعثه بداخله، كل شيء معها يجعله يتأكد أنه ولد من جديد..

كل يوم يختلف عن ذي قبل، تكبر تلك الصغيرة على يداه وتصبح إمرأة بالغة يوماً بعد يوم، يُعجب كثيراً بطموحها وتخطيطها لكل شيء وإقبالها على الحياة، وأكثر ما أدهشه حقاً أنها لا تُجبره ولا ترغمه على شيئاً، لم تسأله قط عما حدث لكريم وكيف فجأة هكذا صدقها، لا تسأله لماذا لا يريد الإنجاب بالرغم من أنها سألته عن تلك الوسائل التي تمنع الحمل واجابها بأنه لا يريد أن يُنجب الآن ولكنها تُدهشه بعدم ضغطها عليه في أي أمر..

حتى زواجه من ليلى وبالرغم من صورتها الموضوعة بجانب سريره لم تشتكِ له من أن يُزيلها أو يبعدها عن نظرها، لم يعد يعرف كيف لتلك الصغيرة أن تتحمله بكل تلك الظُلمة التي بداخله دون أن تشكو أو تتحدث؟ كيف لها أن تكون بمثل تلك السلمية والخضوع معه؟

يعرف أنه عليه أن يواجهها بكل شيء بيوم ما ولكن لا يستطيع أن يصارحها الآن، يريد فقط أن يأخذ وقته معها حتى تعرف من هو بدر الدين، يريد أن يُريها جانبه الجيد قبل أن ترى ساديته.. أصبح كل ما يتمناه فقط هو التحكم في جانبه السادي هذه الأيام الذي رغماً عنه كاد أن يظهر بأوقات عديدة ولكن برائتها تلك توقفه وتخمد براكينه..

يدري أنه قد قام بتأجيل كل شيء في روتينه اليومي فقط من أجلها، ولكن كان هذا كافياً، لديه اليوم العديد ليفعله، اجتماعات ومراجعات وكذلك عليه اليوم أن يذهب لكريم ويسري حتى ينتهي منهما ويُمزق صفحتهما من حياته وحياة من حوله للأبد، يكفي تأجيله لهذا الأمر كل هذا الوقت، يعرف أنه كان يتجنب تلك المواجهة خوفاً من اندلاع ذلك البركان السادي الخامد بداخله ولكنه يتشبث بنورسين وتلك البراءة التي تبدد ظُلمته شيئاً فشيئاً..

زفر بعمق وبدأ في عمله وهو يجاهد نفسه ألا يشرد بها مجدداً، هو يعرف أنها اليوم بعد الجامعة ستذهب للتنزه مع شاهندة فليس عليه القلق، واطمئن أن كل شيء أصبح بخير علّ هذا يُعطيه المقدرة لأن يُركز وينجز تلك الأعمال المتراكمة..

--

"وحشتيني اوي يا نور.."

"وانتي يا شاهي اوي.."

"خلاص بدور واخدك مننا ولا انتي بقا اللي مكتفاه في البيت.. بتعملوا ايه هه؟!" غمزت لها مازحة لترتبك نورسين وتورد وجهها

"لا ده أنا بس علشان عندي امتحانات اليومين دول.. وبعدين احنا.. احنا.. مبنعملش حاجة يعني.. هنكون بنعمل ايه؟" اجابتها بتوتر

"يا بنوتي.. عليا أنا؟!" نظرت لها مُضيقة عيناها "بس سماح خلاص مش عايزة أعرف حاجة عشان بدر شكله مبسوط وأنتي كمان شكلك مبسوط" أخبرتها لتشرد نورسين بإبتسامة "لا ده واضح إن الحب ولع في الدرة.. ايوة يا سيدي.."

"يووه بقا يا شاهي.. ايوة الحمد لله مبسوطين" حاولت أن توقفها ولكن بداخلها تعرف أن قلبها تعالت خفقاته فقط لأنها تتحدث عنه مع أحد آخر كما أنها وقعت بالحيرة جراء العديد من الأشياء التي يفعلها معها وبها!

"مين كان يصدق!! صحيح ما محبة إلا بعد عداوة.." حاولت شاهندة أن تعدل عما يدور في رأسها ولكنها لم تستطيع بالنهاية وقتلها الفضول الشديد "بس بردواحكيلي عامل معاكي ايه؟"

"يعني هيكون عامل ايه هو كويس.. وبصراحة أنا بقيت بحبه اوي.. بس.." توقفت عن الكلام لتبتسم في خجل ثم تذكرت مناقشتهما سوياً حول الجنس والعلاقة بين الرجل والمرأة.

"مممـ.. السرحان ده والضحكة الغريبة المكسوفة دي وراهم حاجة.. انطقي بقا متنشفيش ريقي"

"أصل.. يعني.. هو.. " تلعثمت ثم حمحمت بإرتباك "أنا بحبه ومبسوطة معاه بس دايماً بيكسفني وأنا بجد مش عارفة اخلص من الموضوع ده، هو حاول كتير معايا بس أنا لسه بخاف من الحاجات دي وبتكسف"

"نعم يا حبيبتي!! كام شهر جواز ولسه بتتكسفي؟!" تعجبت شاهندة وهي حقاً لا تُصدق خجلها

"أعمل ايه يعني.. أنا مكنتش اعرف حاجة عن المواضيع دي وفجأة كده كل حاجة جت بسرعة واللي بيخليني كده مش على بعضي إن هو اللي بيفهمني كل حاجة وأنا بردو لسه بتكسف!"

"تعملي ايه؟! تكلميني.. تدوري في الكتب، تتصرفي بس متفضليش كده.."

"لأ يا شاهي أنا مش بثق في الكلام بتاع الكتب ده، وحتى لما كنت باجي أتفرج على فيلم وبيجي فيه مشهد قليل الأدب كنت بعدي الحاجات دي أو بحول على قناة تانية" أخبرتها ببراءة لتتنهد شاهندة وهزت رأسها في إنكار وآسى على ما تسمعه

"مشهد قليل الأدب!!" صاحت شاهندة في تهكم ثم أكملت "يا عيني عليك يا بدر يا اخويا يا غلبان ياللي وقعت وقعة بيضا!.. احكيلي طيب كل حاجة وأنا أقولك تتصرفي ازاي في موضوع الكسوف ده!"

"طيب هاحكيلك!!"

--

مشى بخطوات متريثة داخل ذلك السرداب الذي يصل لمخزن احد المصانع القديمة المهجورة وهو يُشمر أكمامه وبداخله قلبه يخفق في جنون من ردة فعل تلك السادية بداخله بعدما يفعل بهما كل ما خطط له خاصةً وهو يعلم أن كل ما أراده قد أعده هؤلاء الرجال الذي دفع لهم الكثير من الأموال مسبقاً..

دلف احدى الغرف ذات الأبواب الحديدية بعد أن سمع أصوات عذابهما الذي يعرف أنه قد استمر و تواصل لقرابة شهران ما بين الضرب المبرح في جميع أنحاء الجسم بالأيدي والعصي، وسط نعتهم بالألفاظ النابية بعد أن استمرا لأول شهر لا يستمعان أي أصوات غير صوت صرخات بعضهما البعض.

سيبدأ بيسري وسيدع كريم للنهاية.. بالرغم من بشاعة ما فعلاه ولكن كريم هو السبب بكل شيء، هو من جعله يُعذب تلك التي خفق قلبه بعد سنوات لها ومن أجلها دون نساء الأرض أجمعهن.. لا يزال يتذكر دناءته عندما أخبرها بأنه يُحبها، ابتسم لتلك الكلمة التي نطقت من ذاك الفم الحقير ليُدرك أن بكل تلك المشاعر التي يحملها لها لم يجرأ بعد على إخبارها بأنه يُحبها فابتسم بتهكم ثم تذكر عندما حاول أن يغتصبها ليسحق أسنانه بإنفعال وآخذ يُقسم داخله أنه سينسيه اسمه!!

دفع ذلك الباب الحديدي في بطأ ليطلق صوتاً مخيفاً بعد أن امتزج بصوت صُراخ يُسري ودلف بهدوء بتلك الظُلمة ليشعر هؤلاء الرجال بوجوده فغادروا وتركوه وأغلقوا الباب خلفهم..

جلس على احدى الكراسي الموضوعة بالغرفة وبدأ في أن يُدخن سجائره بينما يُسري لم يعد يدري أهناك أحداً أم لا، لا يعرف لماذا نقلوه هنا لوحده منذ بعض الوقت الذي شابه الأبدية، لا يرى كف يده في ذلك الظلام، تمنى بداخله لو فقط يعود لتلك الغرفة التي يتواجد بها مع كريم، ذلك الصمت وتلك الأنفاس المرعبة التي يستمع لها عندما يعذبونه تُفزعه، يشعر بوجود أحد ما بالغرفة ولكن ما الذي يخبأونه له بعد؟ لقد أبرحوه ضرباً ولقد بات يشعر بالذعر من أقل حركة تحدث جانبه، ما الذي يريدون فعله بعد كل هذا؟!

تنهد بين دخان سجائره وكأنما وجد ملاذه، لم يكن يعي منذ ساعات كم أن ذلك الظلام الذي لا يرى به شيئاً قد أشتاق له، أشتاق لمجاورة أكثر ما شابه روحه القاتمة، يدلف به، يتناسى من أصبح الآن، يتذكر كيف كان، ثم يُطلق العنان لتلك الغرائز الإنتقامية به لتقع على جسد أياً من كان أمامه دون شفقة أورحمة..

لقد كان خائفاً صباح هذا اليوم أن عندما يرى يُسري أو كريم وبعد الذي سيفعله بهما سيعود لذلك الرجل السادي، أمّا الآن فقط بجلوسه هنا في تلك العتمة أيقظ بدماءه سجيته السادية، رغبته في أن يعذب أي أحد تزايدت، يريد أن يستمع لتلك الصرخات والتوسلات، يرد أن يستنشق رائحة الدماء التي تُسكن تلك الجروح بداخله، يريد أن يستمع لتوسلات عدة.. سيفعلها بعد أن توقف لشهور.. لن يكن هيناً ولا ليناً..

داس بغلٍ شديد ما تبقى من سيجارته التي قرر أنها الأخيرة وهو يقنع نفسه للمرة الأخيرة أن كل هذا لم يكن ذنبه، سيعاقب من أخطأ، العقاب ليس ككل مرة، بل كلاً منهما أخطأ، خطئهما أن كليهما عبثا مع من أحبها قلبه..

نهض بتلك العتمة مُمسكاً بعصوان كل واحدة بيد ودون أن يرى ولا يعلم أين ستقع ضرباته أطلق كل ما حمل من ضغائن تجاه والده ووالدته، وذلك العذاب الذي تحمله بسنواتٍ وحده دون وجود أحد بجانبه، أيصرخ هذا الوغد؟ لماذا تُشبه تلك الصرخات صرخات تلك الرجال بغرفة والدته عندما كانوا يُطلقون مائهم بداخل العاهرة التي أنجبته؟ ربما تُشبه صرخاته تلك الصرخات التي تفلتت عندما عذبه بها والده منذ زمن بعيد؟ لا ربما تُشبه صرخات نورسين التي صرخت بها من محاولة إغتصاب ذلك الحقير لها!!

"أنا .. أنا توبت.. أنا مش عايز حاجة.. هنفذ كل اللي تقوله عليه بس سيبوني" صرخ يُسري متوسلاً ليبتسم بدر الدين في مُتعة وهو يستمع لآثر تحركات العصوان بالهواء وارتطامها بجسده العاري وهو لا يُريد أن يتوقف بعد..

أيظن أن بحفنة توسلات سيتركه؟! لقد توسل من قبل ذلك، توسل مرات لا نهائية، لقد نادى مستنجداً، ولكن لم يستمع له أحد، لم يُشفق عليه والده ولو لمرة واحدة، لماذا عليه هو أن يستمع الآن لتلك التوسلات؟!

توجه لخارج الغرفة ثم ترك العصوان ليرتجف يُسري على واقع ارتطامهما بالأرضية وهو يبكي في رُعب تام وهو لم يعد لديه القُدرة على احتمال كل ما يحدث له..

أمسك بعدة أسلاك ودلواً من الماء وشعلة نار موضوعه على أحدى الجدران مثلما آمر سابقاً فهو يمنع عنهما تماماً أي ضوء ثم توجه للداخل ليبتسم حتى لمعت أسنانه بعد إنعكاس ضي من اللهب على وجهه وبدا سعيداً للغاية بملامح يُسري وتلك الدماء التي لوثت الأرضية أسفله..

"لا.. أبوس ايدك متعملش فيا حاجة تاني.. اللي أنت عايزه هنفذه.. ارحمني ابوس رجلك.. كفاية ضرب وبهدلة أنا مبقتش قادر"

توسل يُسري بعد أن لمح بدر الدين بصعوبة من بين تلك الدماء التي انسابت على عيناه ووجهه بينما ارتعد وهو يلمح بدر الدين يذهب للجدار ليثبت عليه تلك الشعلة ويوصل بعض أسلاك لجهاز ما لم يستطع تبين ما هو ثم ارتجف عندما رآه يعود ليقف على مقربة منه وهو ينظر له بتشفي شديد ورضاء بينما الأول شعر بأنسياب بوله من تلك النظرة المُرعبة التي جعلته يُصدق أنه يرى الشيطان متجسداً في جسد بشري..

"أنا.. أننا توبت.. أنا هاعملك اللي أنت عايزه.. بس.. بس سيبني امشي.. ابوس ايدك كفاية"

تلعثم في فزع لتصدح ضحكة بدر الدين التي امتزجت بالشر والكراهية ثم أقترب منه وهو يوصل تلك الأسلاك بجسده ليثبتها بكلاً من حلمتاه وخصيتيه ثم أحضر الدلو ليسكبه عليه ليرتجف رعباً مما تأكد ما هو مقبل عليه..

توجه بدر الدين ليشعل احدى الازرار بذلك الجهاز الغريب الذي لم يستطع معرفة ما هو ثم أدار احدى المؤشرات بسبابته ليرتجف جسد يُسري بشدة من تلك الكهرباء التي سرت بجسده ودوى صراخه حتى مزق حلقه ثم خر فاقداً الوعي وهو لا يزال مُثبتاً من كلتا يداه ورأسه وقدماه على ذلك المُجسد الخشبي الذي رُبطت أطرافه عليها بإحكام حتى ادميت أسفل الحبال وسقط رأسه من تلك الفوهه بمنتصفه إثر فقدانه لوعيه!

تنفس بدر الدين برضاء بعد أن ملأ رئيتيه بذلك الهواء الذي حمل رائحة العذاب والدمار لجسد ذلك الحقير ثم ابتسم في زهو وإعجاب بما فعله عندما رآى سيلان الدماء من خصيتاه ثم توجه للخارج بخطوات متهادية وغلق الباب خلفه وهو ذاهباً بطريقه لكريم ليآمر احد الرجال بإفاقة يُسري بعد نصف ساعة..

توقف بالرواق الذي شعر أنه مبتعداً عن الجميع ثم أخرج هاتفه ليجري مكالمة فهو قد عرف أن هذه الليلة لن تنتهي حتى بعد ساعات عدة كما أنه تأكد أن بركان السادية الضارية بداخله قد اهتاج مرة أخرى وبالطبع سيحتاج لإمرأة بالنهاية حتى يُنهي تلك البراكين المتأججة بداخله ولن يخاطر بأن يؤذي نورسين بها!!

"ايه يا بدر عامل ايه؟"

"تمام يا شاهي.. بقولك عشان بس مشغول ومعرفش هاخلص امتى، روحي أنتي ونورسين سوا عشان مش عايزها تبات لوحدها وأنا لما أخلص هبقا اجي اخدها من عندكم"

"ليه فيه ايه كده؟ أنا صُدفة عرفت إنك مش في الشركة.." تعجبت شاهندة لتسأله

"ده اجتماع في الغردقة وشكلنا مطولين.."

"طيب يا حبيبي.. خد نور هاتـ.." أنهى المكالمة بعد أن تأكد مما أوشكت أخته على فعله فهو متأكد تماماً أنه لن يستطيع أن يستمع لصوت نورسين بتلك الحالة التي هو بها!

أغلق هاتفه تماماً واضعاً اياه بأحدى جيوبه ثم أكمل طريقه بذلك الرواق المظلم الذي لم ينيره إلا جذوة من اللهب فتناولها من على احد الجدران ليدلف احدى الأبواب التي وقعت بنهاية ذلك الرواق وصفع الباب خلفه بإبتسامة واسعة انهالت منها الظُلمة الخالصة والتشفي عندما تفقد ووجد جسد ذلك العاهر الآخر أمامه عاري بعد أن استطاع رؤيته في إنعكاس نيران تلك الجذوة عليه وهو مُعلقاً من قدماه المتبعدتان ويداه ثُبتا في الأرضية بالتوازي مع قدماه وجسده لم يوجد به شبر واحد إلا وقد ارتسمت علامات السوط عليه..

"ازيك يا مرا.. عاملة ايه؟" تسائل متهكماً بمنتهى الهدوء اللاذع الذي لم يماثل تلك السعادة الشديدة التي حملتها نبرته المُتشفية بمظهره ولكن بدر الدين لم يشعر بالرضاء التام بعد!!

"أنا.. أنا كنت عارف إنك أنت السبب في كل ده.. أنا مش هاسيبك.. أنا.. هانتقم من كل اللي عملتـه"

صاح كريم بأنفس لاهثة وهو مُعلق هكذا ليضحك بدر الدين بهيستيرية شديدة وهو لا يُصدق أن ما بداخل ذلك الوغد لم يتغير ولو مقدار أُنملة

"شكلك نسيت كلامي ليك.. بس أفكرك وماله.. فاكر لما قولتلك إن اعتبر اللي حصلك قبل كده أول وآخر تحذير ليك يا إما هخليك مرا وبكيفك؟!" تريث ليبتسم بخفوت ثم أكمل

"اهو بقا كيفك الوسخ وقذارتك هتعمل فيك بلاوي.. فكرك سهل خـ** زيك يلمس مرات بدر الدين الخولي، ولا فكرك إن بلاويك الوسخة أنا مش عارفها.. أنا بقا هوريك يعني ايه تأذي أختي ومراتي.. يا .. يا مرا!!"

ابتسم ثم تحولت ابتسامته لضحكات عالية عندما صرخ كريم بسبب أقتراب النار من قضيبه المُرتخي

"إن ما نمتش مع مراتك قدامك وعرفتك مين بجد اللي مرا مبقاش أنا كريم الدمنهوري!!" تحدث بحرقة متوعداً ودموعه تتهاوى آلماً لتصدح ضحكة بدر الدين مرة آخرى

"هو أنا مقولتلكش!!" تحدث بدر الدين متهكماً ثم أكمل "أنت خلاص هتبقى مرا.. يعني حتى لو قدامك نسوان الدنيا كلها مش هاتعرف تعمل فيهم حاجة"

ضحك مجدداً ليزدرد كريم ثم اتجه نحو الباب مُلقياً تلك الجذوة بيده بعيداً ليفتح الباب ثم صدح آمراً وهو ينير الأضواء

"ادخلوا!!"

ارتعب كريم مما سمعه ولأول مرة يرى ضوءاً منذ أشهر ليفتح عيناه بصعوبة وهو لا يستطيع تبين من هؤلاء الذين عجت بهم الغُرفة

"اننتوا.. انتوا هتعملوا فيا ايه؟!!"

صاح سائلاً في فزع بعد أن وجد رجلان يقومان بتثبيت قضيبه بثلاث خشبات احداهما قائمتان تلامس الأرض والثالثة بها فوهة دائرية ثُبتت أفقياً بالخشبتان السابقتان ثم تقدم رجل منه ليغرز احدى الحقن بقضيبه ثم آخريات وزعن بالمناطق القريبة لخصيتاه واعلى فخذاه حتى أصبح لا يشعر بأي من لمسات هؤلاء الرجال له!

"هيخلوك مرا.. يا مرا" اجابه بدر الدين ثم جلس على احدى الكراسي لينظر له متشفياً وهو يُشعل احدى سجائره واستمتع ببكاءه وهو الآن يتوسل ألا يفعلوا به ذلك!!

لم يستطع إلا أن يبتسم وهو يرى كريم الذي خُدر موضعياً يُبتر قضيبه وهو مقيداً هكذا ثم شعر بالرضاء التام عندما تخيل ما سيفعله به بعد قليل؛ سينتظر فقط بعد أن يذهب هذا الطبيب ومن معه ثم سيقوم بعذابه بشتى ألوان العذاب..

انتظر حتى قام الجميع بعملهم ثم تركوه وتريث هو بعد حتى يتأكد من زوال مفعول المُخدر وهو يراقب ملامح الإنكسار والحُرقة تظهر على وجهه ونحيبه المكتوم ليقارنها بمثل تلك الملامح التي ظهرت ظُلماً وجورا من قبل على وجه نورسين وبالرغم من أن بدر الدين قد انتشى بما حدث له ولكنه لم يكن ليتركه هكذا دون أن يفعل به العديد مما خطط له فتلك الدموع التي هُدرت من عيناها لن تتضيع سُدى..

نهض ليجهز العديد من الأشياء على منضدة جانبية حديدية الصُنع ثم أمسك بشيئاً يشبه ثمرة الإجاصة ولكنه مصنوع من معدن ما ذو سن مدبب من النهاية، لم يُرى بعد أنها تتكوّن من أربعة "أجنحة" حديدية كأجنحة الفراشة لأنها لازالت مطوية فهو لم يقم بستخدامها بعد..

أقترب من كريم بتأني شديد وهو لم يقم بإغلاق الأنوار بعد، يريد أن يتشفى بكل ما سيحدث له، لقد وضع منذ البداية كاميرا قد قامت بتصوير كل ما حدث وستقوم بتسجيل ما سيحدث أيضاً حتى يذكره بكل ما حدث له يومياً.. فكريم له وضع آخر مُغاير عن يُسري تماماً..

ظل يقترب وهو ينظر لتلك الدماء التي انسابت من بين مُلتقى ساقاه حتى وجهه فهو لا يزال مُعلقاً من ساقاه المقيدتان وكذلك يداه المُثبتتان بالأرضية فابتسم ببرود بينما الآخر لا يدري ما الذي سيفعل به بعد ما جردوه من رجولته!

دون أي مقدمات هوى لاكماً اياه على عضوه، لا بل مكان عضوه الذي لم يعد متواجداً ليصرخ الآخر في آلم شديد بينما ضحك بدر الدين على صراخه ذلك ثم تحدث له في تهكم

"ايه؟! حاسس بإختلاف؟!" ابتسم ثم توقف خلفه ليضع تلك الإجاصة من جهة سنها المُدبب بفتحة شرجه ليصرخ كريم

"لأ.. بلاش كده.. هاعملك اللي أنت عايزه إلا اللي بتعمله فيا ده" صرخ بكل ما أوتي من قوة بينما ابتسم الآخر

"ما هو ده اللي أنا عايزه، إني أشوفك وأنت مرا!!" أخبره بمنتهى الهدوء وظلمته أصبحت من تتحكم به الآن بعد أن تأكد من تثبيت تلك الآلة التي تُشبه حبة الكمثرى التي حُشرت بداخله ثم أدارها حتى فُتحت أجنحتها المطوية الحادة ليأخذ هو في الصراخ إلي أن تمزق حلقه وكذلك تمزق بداخله!..

ظل يستمع له في رضاء واستمتاع وهو يتذكر كل ما حدث بسببه لنورسين وتتوسع ابتسامته في كراهية خالصة لهذا الحقير وبنفس الوقت لنفسه على ما فعله معها من قبل ثم فجأة ضحك وتعالت قهقهاته وهو يتخيل ما سيفعله به بعد قليل!!

--

لا يستطيع التوقف عن الضحك بهيستيرية حتى بدا كالمجنون تماماً وعيناه الثاقبتان لا تتوقفا عن اللمعان بشدة عندما تذكر كريم بعد أن أجبره على أن يرتدى احدى أثواب النوم الخاصة بالنساء وهو يُجلده بأحدى الأسواط وأُرغم على أن يُغني ناعتاً نفسه بألفاظ نابية لا تمت للرجولة بأي صلة..

صرخاته وملامح الإنكسار عندما آتى له بأحدى الرجال وهو لا زال يجلده مجبراً اياه على أن يُثير ذلك الرجل ليمارس معه الشذوذ بالنهاية وفي تلك الأثناء كان يُهتك جلد خلفيته بمطواة حادة وهو مُقيد بعد أن هُتك بتلك الطريقة التي يحتاج لشهور من العلاج حتى يتحسن بمقدار ضئيل.. لازال يتذكر دموعه التي أختلطت ببول ذلك الرجل بعد أن فرغ منه وهو يُجبر على ابتلاعه.. حقاً أراد أن يُثنى على نفسه بمنتهى الإمتنان لأن حصيلة اليوم مُرضية بالنسبة له إرضاءاً لا بأس به!!

هدأت ضحكاته لشعوره بالإنتصار بعد مشاهدة عذابهما، تلك الملامح والعلامات على أجسادهما وما فعله بهما كان حقاً يليق بتلك الظُلمة المعتمة بداخله، وأخيراً انتهى من يُسري بعد أن حصل على توقيعه على كل ما يملك ليتنازل عنه لنورسين ولكن هذا كان بعد أن سالت الدماء من خصياتاه دون توقف عندما ازاد من صعقه بالكهرباء، ابتسم للحظة متهكماً عندما تذكر ملامحه وهو يظن حقاً أنه سيدعه يغادر، لم يكن يعرف أنه قد أعد له سجن مؤبد بإمساكه متلبساً في نقل كمية وفيرة من مسحوق الهيروين بالسيارة التي تركها بدر الدين له وهو من بلغ عنه، لا يدري أنه ينتظره قضايا عدة بخصوص مقتل والدة نورسين وبخصوص تزويره لوصيتها ولكن ليستمتع بذلك لاحقاً..

لقد أجبر كريم هو الآخر على تطليق أخته ولكنه لا، لن يتركه هكذا بعد أن كان السبب بكل ذلك العذاب الذي عذبه لتلك الفتاة التي سلبت عقله، ذلك الظلام بداخله لن يرضى عن بضع ساعات قد عُذب بها ذلك الحقير.. لهذا قد آمر هؤلاء الرجال الذين عينهم وأغدق عليهم بالكثير من الأموال بدءاً من الغد أن يُطلقون النار على أطرافه إصبعاً إصبعاً حتى يفقدهم واحداً يلي الآخر..

بالرغم من أن كل شيء قد انتهى مثلما خطط له ولكن حدث ما خاف منه، لازال يريد إخراج المزيد من وحش ساديته على احدى النساء، يُريد المزيد من الصرخات والمزيد من العناء لعاهرة أمامه، لم يفرغ بعد من تلك السادية ولم يعد يظن أنه سيفرغ منها أبداً فلقد أصبحت مرضه الذي لن يُعالج أبداً..

لمعت عيناه القاتمتان بطريقة مُرعبة وابتسم نصف ابتسامة عندما أقترب من فيلته وهو يعلم أن احدى العاهرات قد انتظرته منذ ساعتان بأكملهما وآخذ يتخيل ما سيفعله معها ولكنه لاحظ احدى السيارات تتوقف أمام البوابة الخارجية حيث منعته من إكمال طريقه للداخل..

صف سياراته بغضب شديد وهو يُفكر من عساه يفعل ذلك ثم توجه خارجاً للسيارة الأخرى ليرى من ذلك القائد المجهول الذي توقف هنا.. أياً كان ما هو وأياً كان ما يريده فهو قد آخره على ما ينتظره ويشتاق له ولربما سيطوله بعضاً من غضبه هو الآخر!

تفقد من بها طارقاً على الزجاج بعنف وهو حتى لم يُفكر أن يسأل الحراس فلقد نفذ صبره مسبقاً ليجد الزجاج يهبط للأسفل ليزداد غضب تلك القاتمتان بوجه من رآها وسحق أسنانه في شدة وهو لا يدري بعد ما الذي آتى بها لهنا!!


 يُتبع ..

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث 

الفصل الرابع

الفصل الخامس

الفصل السادس 

الفصل السابع 

الفصل الثامن

الفصل التاسع

 الفصل العاشر

الفصل الحادي عشر 

 الفصل الثاني عشر 

الفصل الثالث عشر

الفصل الرابع عشر

الفصل الخامس عشر

الفصل السادس عشر

الفصل السابع عشر

الفصل الثامن عشر

الفصل التاسع عشر

الفصل العشرون

الفصل الحادي والعشرون

الفصل الثاني والعشرون

 الفصل الثالث والعشرون 

الفصل الرابع والعشرون 

الفصل الخامس والعشرون

الفصل السادس والعشرون

الفصل السابع والعشرون

الفصل الثامن والعشرون

 الفصل التاسع والعشرون

الفصل الثلاثون

الفصل الحادي والثلاثون

الفصل الثاني والثلاثون

الفصل الثالث والثلاثون

الفصل الرابع والثلاثون

 الفصل الخامس والثلاثون

الفصل السادس والثلاثون

الفصل السابع والثلاثون

الفصل الثامن والثلاثون

 الفصل التاسع والثلاثون

الفصل الأربعون

الفصل الحادي والأربعون 

الفصل الثاني والأربعون 

الفصل الثالث والأربعون 

الفصل الرابع والأربعون

الفصل الخامس والأربعون 

الفصل السادس والأربعون